للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأمُّهُ: أَمَةُ الحميدِ ابنةُ عبدِ اللّه (١) ابن عِياضِ بنِ عَمروِ [بن بلبل] (٢) بنِ بلالِ بنِ أُحيحةَ بنِ الجُلاحِ.

يروي القليلَ عن: أبيهِ، وعن: أبي طُوَالةَ: عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، وعنه: ابنُ المباركِ، وابنُ عُيينةَ، وعبدُ الله بنُ عِمرانَ العابديُّ، وجابرُ بنُ مرزوقٍ الجُدِّيُّ، وغيرُهم، ولعلَّ كلَّ شيءٍ حدًّث في الدُّنيا -كما قالَ ابنُ حِبَّانَ (٣) - لا يكونُ أربعةَ أحاديثَ.

وكانَ مِن العلماءِ العاملينَ، مُتعبِّدًا، قانتًا للّه، حنيفًا، زاهدًا، منعزلًا عن النَّاسِ إلَّا مِن خيرٍ، قوَّالًا بالحقِّ، مُتألهِّاً يُنكر على مالَكٍ اجتماعَه بالدَّولةِ، بلْ لمَّا كتبَ إليه مالكٌ: إنَّكَ بدوتَ، فلو كنتَ عندَ مسجدِ الرَّسولِ - صلى الله عليه وسلم -، كتبَ إليه: إنِّي أكرهُ مجاورةَ مثلِكَ، إنَّ اللهَ لم يرَكَ مُتغيِّرَ الوجهِ فيه ساعةً.

ووعَظَ الرَّشيدَ؛ فبكى، وحُملَ مغشيَّاً عليه، وبَعثَ إليه بابنيه الأمينِ والمأمونِ بألفي دينار، فأباهما، فقيلَ له: ففرِّقهما، فقال: هوَ أعلمُ [بمَنْ يُفرِّقُها عليه] (٤)، ثمَّ أخذَ منهما دينارًا؛ وقالَ: كرهتُ أنْ أجمعَ عليه سوءَ القولِ، وسوءَ الفعلِ.

ولم يكنْ يقبلُ مِن السُّلطانِ، ولا مِن غيرِه. نَعمْ، كانَ يقبلُ صلةَ ابنِ المباركِ،


(١) جاء هنا في المخطوطة: عبد الرحمن العدوي العمري، المدني، أحد الأعلام، وأخو عمر الماضي، ويعرف بالعمري وهو تكرار من الناسخ كما هو واضح.
(٢) ما بين المعكوفتين: من "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٥/ ٤٣٥.
(٣) "الثقات" ٧/ ١٩.
(٤) المصدر نفسه.