للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بكرٍ"، فغلبَ عليه اسمُ عتيقٍ. حدَّثنا بذلكَ يحيى بنُ يحيى، أخبرنا صالحُ بنُ موسى الطَّلحيُّ، عن معاويةَ بنِ إسحاقَ، عن عائشةَ ابنةِ طلحةَ، عن عائشةَ أمِّ المؤمنينَ، انتهى.

يروي عنه: خلق كثير مِن الصَّحابةِ، وقدماءِ التَابعينَ، مِن آخرِهم: أنسٌ، وطارقُ بنُ شهابٍ، وقيسُ بنُ أبي حازمٍ، ومُرَّةُ الطيِّبُ.

مناقبُه شهيرةٌ مُتداولة في كتبِ العلماءِ، وترجمتُه تحتملُ مجلَّدًا، بل هي نحوُ مجلَّدٍ لطيفٍ في "تاريخ ابن عساكر" (١)، وهي إطالةٌ في معلومٍ.

كانَ -فيما قالَه كثيرون- أوَّلَ مَنْ آمنَ، وأقامَ اللهُ بهِ الدِّينَ، فإنَّه لمَّا أسلمَ دعا النَّاسَ إلى الإسلامِ، وأسلمَ على يدِه كبارُ الصَّحابةِ، ولمَّا ماتَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - واستُخلفَ بعدَه، فدامَ سنتين وشيئًا، وقيل: عشرين شهرًا، وارتدَّ النَّاسُ، وقامَ في قتالِ أهلِ الرّدَّةِ حتَّى استقامَ أمرُ الدِّينِ، وهوَ أوَّلُ مَنْ جمعَ ما بينَ اللَّوحينِ، ويقالُ: إنَّه - صلى الله عليه وسلم - قال (٢): "ما دعوتُ أحدًا إلى الإسلامِ إلّا كانتْ له كَبوةٌ إلّا أبا بكرٍ".

وكانَ - صلى الله عليه وسلم - يُكرمُه ويُبجِّلُه، ويُعَرِّفُ أصحابَه مكانَه عندَه، ويُثني عليه، وقالَ في حقِّه (٣): "إنَّ أمنَّ النَّاسِ عليَّ في صُحبتِه ومالِه أبو بكرٍ، ولو كنتُ مُتَّخذًا خليلًا


(١) "تاريخ دمشق" ٣٠/ ٣ - ٤٦١، المجلد كله.
(٢) أخرجه الترمذي، كذا نسبه رزين إليه، وهو من زياداته. "جامع الأصول"، لابن الأثير ٨/ ٥٨٥ (٦٤٠٥).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب: الخوخة والممر (٤٦٦).