للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لاتَّخذتُ أبا بكرٍ خليلًا، وما نفعَني مالٌ ما نفعَني مالُ أبي بكرٍ".

وكانَ كثيرَ الإنفاقِ على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وفي سبيلِ اللّه، وأعتقَ سبعَ رقابٍ، كانوا يعذَّبون في اللّهِ، وكانت الصَّحابةُ يعترفونَ له بالأفضَليةِ.

قالَ عليٌّ في حقِّه: خيرُ هذهِ الأمَّهِ بعدَ نبيِّها - صلى الله عليه وسلم - أبو بكرٍ.

وثناءُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (١) وأصحابِه عليه كثيرٌ جِدًّا، ولقدْ وصفَه ابنُ الدَّغِنَةِ بما وصفتْ به خديجةُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - (٢)، وكفاهُ بذلكَ شرَفًا.

وقدَّمَه النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - للصَّلاةِ، وبايعَه الصَّحابةُ بالخلافةِ إلّا سعدَ بنَ عبادةَ، وكانت خلافتُه سنتين وثلاثةَ أشهرٍ، تزيدُ يسيرًا أو تنقصُ، وفتحَ اللّهُ في أيَّامِه اليمامةَ، وأطرافَ العراقِ، وبعضَ بلادِ الشَّامِ، وقامَ بالأمرِ أحسنَ قيامٍ.

وكانَ أنسبَ قريشٍ، وأعلمَهم بما كانَ فيها مِن خيرٍ وشرٍّ.

[وكان] (٣) ممَّن حرَّمَ الخمرَ في الجاهليةِ، وكانَ رئيسًا في الجاهليةِ.

ماتَ بالمدينةِ في جُمادى الأولى سنةَ ثلاثَ عشرةَ عن ثلاثٍ وستين سنةً، وصلَّى عليه عمرُ، ودُفِنَ معَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في بيتِ ابنتِه عائشةَ الصِّديقةِ، وغسَّلتْه زوجتُه أسماءُ ابنةُ عُميسٍ، ونزلَ في قبرِه ابنُه عبدُ [اللّهِ]، وعمرُ، وعثمانُ، وطلحةُ -رضيَ اللهُ عنهم-


(١) جاءت هنا عبارة: أبو بكر وثناء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي مكررة.
(٢) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة (٣٩٠٤).
(٣) زيادة من "الاستيعاب" ٣/ ٧٨.