(١) تركُ الزَّواجِ ليس من الدِّين كما سبق قريبا، والمخالطةُ إن كان فيها تعاون على البر والتقوى، فهي مأمور بها، وإن كان فيها تعاونٌ على الإثم والعدوان فهي منهي عنها، فالاختلاط بالمسلمين في جنس العبادات كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء ونحو ذلك هو مما أمر الله به ورسوله، وهكذا العبادات التي فيها مخالطة، كما أن للعبد من الأوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وتفكره ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه، وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره، فهذه يحتاج فيها إلى انفراده بنفسه، وعموما اختيار المخالطة مطلقًا خطأ واختيار الانفراد مطلقًا خطأ، كما حرر ذلك العلماء.