للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تقرَّبَ بِخدمتِه للضَّريحِ النَّبويِّ، وكان مطمئِنَّ النَّفسِ بلقاءِ اللهِ عز وجل، مُستحضرًا لما ينبغي استحضارهُ، ولمّاَ دخلَ في السِّياقِ ذكَّرْتُه، فقالَ: ما أنا غافلٌ، وشبِيهُ هذا الجوابِ ما وَقعَ للتَّاجِ الفاكهاني (١)، حين تشهَّدَ صِهرُه الفقيه ميمونُ بحضرتهِ، فإنَّه فتحَ عينيهِ وأنشدَ:

وغَدَا يُذكِّرني عُهودًا بالحِمى … ومتى نسيتُ العهدَ حتّى أُذَكَّرا؟ (٢)

وقد ترجمهُ المَجْدُ (٣)، فقالَ: أوَّلُ مَن رأيتُهُ ووقَعَ نظرِي عليهِ من أهلِ العلمِ بالحرمِ الشَريفِ، وذلك في حَوالي الخمسينَ والسَّبعِ مِئة، فشاهدتُ منهُ طَوْدَ وَقَار، وعَيْلَمَ (٤) علمٍ لا يهتدِي إلى تيَّاره (٥) احتفار (٦)، وغزارةَ فضل، للنَّاسِ إلى مَرْي (٧) مرايا (٨) مَرْيِه افتقارٍ، ووقارٍ وحشمةٍ (٩) ورياسةٍ وأدبٍ دون نصيفِ مُدِّها الأحمالُ


(١) عمرُ بنُ عليِّ بنِ سالمٍ اللخميُّ، الاسكندرانيُّ، المالكيُّ، توفي سنة ٧٣١ هـ. "ذيل التقييد" ٢/ ٢٤٧.
(٢) البيت في "الديباج"، ص ١٨٧، دمالى هنا ينتهي النقل من "الديباج".
(٣) "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٥٠.
(٤) العَيْلَمُ البَحْرُ. "لسان العرب": علم.
(٥) التيار: موج البحر. "لسان العرب": تير.
(٦) من الحَفْر، وفي "المغانم المطابة": اختفار، من الخَفْر، وهو المنع، وله وجه.
(٧) في الأصل: مرى، والمثبت من "المغانم المطابة" حيث نقل منه المصنف، والمَرْي: الناقة التي تدُرّ على من يمسح ضروعها. "لسان العرب": مرى.
(٨) المرايا: العروق التي تمتلئ وتدرّ باللبن. "القاموس المحيط": مرا.
(٩) في الأصل: "ووقارة حشمة"، والتصويب من "المغانم المطابة".