للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والأوقارِ. نابَ في الحكمِ سنينَ عديدةً، وعتيدة (١)، عوارِفُه (٢) لجميع النَّاسِ عَبيدة (٣). إليهِ يشارُ في حفظِ الأواصرِ، وعليهِ بادئ بَدأةٍ تُعقد الخناصرُ، ويغضبُ لدينِ الله ونصرِه حيثُ لا مُعِينٌ ولا ناصرٌ، طنَّ بذكرهِ البلادُ من اليمنِ إلى العراقِ، ومِنْ أمِّ خَنُّور (٤) إلى خُنَاصِر (٥)، وحنَّ كلٌّ إلى لقاءِ ما شاع عنهُ منْ غزارةِ الفضلِ وطِيبِ العناصر. وأنشدَ لهُ قصيدةً طويلةً، وعقَّبها بأنَّه أعقبَ أولادًا أحيوا ذِكْرَه بالمآثرِ، ورفعُوا لأقدامِهم (٦) منابِرَ المفاخِرِ، وتولَّى كبيرُ هم منصبَ الحكمِ استقلالًا، وباشرَ مباشرةً قالَ لها لسانُ الحالِ (٧): هكذا هكذا، وإلا فلا لا.

و [ذكرهُ] الوليُّ العِرَاقِيُّ في "وفياته" لكنْ في سنةِ سبعٍ وسِتِّينَ، وهو غلطٌ في تقدِيمِ السِّين، وشيخُنا في "درره" (٨) وقالَ: الأندلسيُّ الأصلِ. بدل: التُّونسيُّ.


(١) العتيدة: المهيأة المعدّة. "لسان العرب": عتد.
(٢) في الأصل: عواررفه، والتصويب من "المغانم المطابة"، والعوارفُ: جمعُ عارفةٍ، وهي المعروف والإحسان.
(٣) أي: معبّدة مذلَّلة، وفي "المغانم المطابة": عتيدة.
(٤) أم خَنُّور، بفتحِ أوَّله، وضمِّ النُّون المشدَّدة، وسكونِ الواوِ، ورَاءٍ: اسمٌ للبصرة ومصر. "معجم البلدان" ١/ ٢٥١.
(٥) خنَاصِر، بضمِّ أوَّله، وبالصَّادِ المهملة والرَّاءِ المهملة: موضعٌ بالشَّامِ، "معجم ما استعجم" ٢/ ٥١١.
(٦) في "المغانم المطابة": لأقداحهم، ولا وجه له.
(٧) في "المغانم المطابة": الزمان.
(٨) "الدرر الكامنة" ٢/ ٣٠٠.