للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واليومُ الثَّالثُ المشارُ إليه: هو يومَ خرجَ به أبو حمزة الخارجيُّ (١) بعسكرٍ كبير، والتقوا مع أهلِ المدينة بقُديد في صفر سنة ثلاثين ومئة، فانهزم المدنيون، واستمرَّ داخلًا المدينة، وأُصيب خلق في كلا الموضعين ولم يلبثْ أيضًا أنْ هلك (٢).

وكذا حاصرَ إسماعيلُ بنُ يوسفَ بنِ إبراهيمَ بنِ موسى بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحسنِ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ المدينةَ في سنة إحدى وخمسين ومئتين بحيث ماتَ أهلُها جوعًا، ولم يُصلِّ أحدٌ بالمسجد النَّبويِّ، ولم يلبث أنْ هلك بالجُدَري (٣).

وفي أيام المعتمدِ: قام محمَّدُ بنُ الحسنِ بنِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ الحسنِ بنِ زيدِ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ بالمدينة، وشرِبَ الخمرَ علانيةً في المسجدِ النَّبويِّ، وفسقَ فيه بِقَينةٍ لبعض أهلها، بل قتلَ أهلَها سيفًا وجوعًا (٤)، ولم يُصلَّ بها طولَ مدَّته فيها جمُعةٌ ولا جماعةٌ.

وفي سنة إحدى وسبعين ومئتين: قام محمَّدٌ وعليٌّ ابنا الحسينِ بنِ جعفرِ بنِ موسى بنِ جعفرِ بنِ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ بها، فقتلا أهلَها، وأخذوا أموالهَم، وخرَّباها، بحيثُ انقطعتِ الصَّلاةُ بها شهرًا كاملًا جمُعةً وجماعةً، بل قتل


(١) المختارُ بنُ عوفِ بنِ حمزةَ الأزديُّ، السلميُّ، البصريُّ، أبو حمزة الخارجيُّ، كان يدعو للخروج على مروان بن محمد الأموي، قُتل سنة ١٣٠ هـ. "تاريخ خليفة بن خياط" ص: ٣٨٤ - ٣٨٥، والكامل في "التاريخ" ٥/ ٢٣.
(٢) انظر هذه الواقعة في "تاريخ خليفة بن خياط" ص: ٣٩١ - ٣٩٢، و "تاريخ الطبري" ٧/ ٣٩٣ - ٤٠٠.
(٣) انظر "تاريخ الطبري" ٩/ ٣٤٦ - ٣٤٧، و "الوافي بالوفيات" ٩/ ٢٤٦ - ٢٤٧.
(٤) ذكر -نحوَ هذا دون ذِكرِ القَينة- ابنُ خلدون في "تاريخه" ٤/ ١٦٤.