للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والنَّاسُ ألفٌ منهمُ كواحدٍ … وواحدٌ كالألف إنْ أمرٌ عنَى (١)

ولمَّا قدِمَ المدينةَ أقامَ بالمدرسةِ الشِّهابيةِ على قدمِ التَّجريدِ مدةَ سنين، ثُمَّ سعى له في التزويجِ صاحبُهُ الشَّريفُ أبو القاسم المهدويُّ (٢) الآتي، فزوجَّهُ بأخت زوجتِهِ ابنةِ الشيخِ يحيى التونسيِّ (٣) الآتي، لكونِ أبي القاسمِ كان يَعرفه مِن عند أبي هادِي، فإنَّ أبا القاسمَ كانَ خادمًا للفقراءِ عنده، ولذا لما ماتَ أبو القاسمِ أوصاهُ على أولاده، فخلَّفَ عليهم أحسنَ الخلافةِ.

وكذا كانَ صاحبُ التَّرجمةِ مؤاخيًا للحسنِ بنِ عيسى الحاحائيِّ الماضي، وعاشَ هذا بعدَ ذاك مدَّةً طَويلة، فإنَّه ماتَ في أوائِلِ سنةِ ستٍّ وستينَ وسبعِ مئةٍ.

وكان قد سمِع في "البخاري" على ابن سبعٍ سنةَ ستٍّ وخمسين وسبعِ مئةٍ.

ولخَّصَ شيخُنا في "درره" (٤) ترجمتَه، فقال: قالَ ابنُ فرحونٍ (٥): كانَ من علماءِ المالكيَّةِ، وجمع إلى العلمِ الكثيرِ الدِّينَ المتينَ، والعقلَ الرَّاجحَ، وحفظَ في الفقهِ وغيرِه كتبًا، وقرأَ "التهذيب"، و "ابن الحاجب". وكانَ من كبارِ أصحابِ الشَّيخِ أبي هادِي. ماتَ في المحرَّمِ سنةَ خمسٍ أو ست وستين.

وممن ذكرهُ ابنُ صالح، فقال فيه: صالحٌ سكنَ المدينةَ، واشتغلَ عليه فيها جماعةٌ


(١) البيت من "مقصورته" الشهيرة. "شرح المقصورة، لابن هشام اللخمي، ص: ٤٠٠.
(٢) ترجمة أبي القاسم المهدوي في الكنى، وهو في القسم المفقود من الكتاب.
(٣) ترجمته في القسم المفقود من الكتاب.
(٤) "الدرر الكامنة" ٢/ ٣٦٦.
(٥) "نصيحة المشاور" ص ١٧٦.