للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعبيدُ الله بنُ عُروةَ بنِ الزُّبيرِ، ورثُوا آخر من بقِيَ من بَنِي عبدِ منافِ بنِ قُصيٍّ في القُعدُدِ.

قالَ الزُّبيرُ: ولعبدِ الصَّمدِ يقولُ داودُ بنُ سلم (١) يمدحُهُ، إذ كان وَاليًا على المدينةِ (٢):

اسْتَهِلِّي بأطيبَ مِنْ كلِّ قَطْرِ … بالأميرِ الذي به تُغْبَطِينَا

بالذي إن أَمِنْتِ نَوّمَك الأمـ … نُ وإن خِفْتِ نِمْتِ لا تُوقَظِينَا

استمع مِدْحَةً إليك ابْتِدَارًا … جَمَعَتْ شِدَّةً وعُنْفًا ولينَا

نازعتني إليك لا مُكْرَهَاتٍ … مِثلَما اسْتكْرِه السياق الحَرُونَا

لم يَضِرها البَعيثُ إنْ غابَ عنها … وثوى في ضَريح رمسٍ رَهِينا

لا ولا جَرْوَلٌ ولا ابنُ ضِرارٍ … وهُمُ عندنا اللذِ ابن (٣) اللّذِينا

وقالَ عافيةُ بنُ شبيبٍ: إنَّ عبدَ الصَّمدِ ماتَ بأسنانِهِ التي وُلد بها، وكان خَرجَ مع أخِيهِ عبدِ الله حين خالفَ على المنصورِ وجعلَه وليَّ عهدِهِ.

ماتَ في سنةِ خمسٍ وثمانين ومئةٍ ببغدادَ، وصلَّى عليهِ الرَّشيدُ لَيلًا. ومولِدُهُ سنةَ


(١) داودُ بنُ سلمٍ، مولى بني تيم بن مرّة، من أهل المدينة، شاعرٌ مخضرمٌ من شعراء الدولتين الأموية والعباسية. "الأغاني" ٦/ ١٠ - ٢٠، و "معجم الأدباء"١١/ ٩٥.
(٢) الأبيات في "العقد الثمين" ٥/ ٤٤١، و "تاريخ دمشق" ٣٦/ ٢٥٤.
(٣) في "العقد الثمين": وهم عندنا للدين.
والبَعيثُ شاعرٌ أمويٌّ، معاصرٌ لجريرٍ، وجرول هو الحطيئة، الشاعرُ المشهور، وابنُ ضرارٍ هو الشَّمَّاخ.