للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكانَ رطبَ اللِّسانِ بالذِّكرِ والتِّلاوةِ، بلهجةٍ فائقةِ الطَّلاوَةِ (١)، رائعةِ الحلاوةِ.

قد لاحَ عليهِ نورُ الصَّلاحِ، وفاحَ لديهِ نَوْرُ الفلاحِ، هذَا معَ السَّذاجةِ وسلامةِ الباطِنِ، والاجتنابِ عنِ التَّوطُّنِ فيما (٢) لا يُغنِي عن المَواطِنِ.

إذا خُوطِبَ بأمرٍ مِنَ الأمُورِ الدُّنيويَّةِ، أجابَ بكلامٍ حلوٍ مِنَ الأحوالِ الأخرويَّةِ، فينقطِع معهُ الكلامُ، وينقَدِعُ (٣) المتكلِّمُ مِن غَيرِ مَلامٍ.

ومِن إفادتِهِ التِّي يُرجَى بهِ عميمُ بركاتِهِ: أنَّهُ كان إذا اشتكَى أحدٌ إليهِ مِنْ مرضٍ أو عرضٍ قال له: قل: يا أوَّلَ الأوَّلِين، ويا آخرَ الآخرِين، ويا ذا القُوَّةِ المتين، ويا راحمَ المساكينَ، ويا أرحمَ الراحمينَ، سخِّرْ لي كذَا وكذَا، واصرِفْ عنِّي كذَا وكَذا. وإذا اشتكَى إليهِ فقرًا وفاقة [قال] (٤) للمُشتِكي قل: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} (٥).

ولا يجتمعُ بأحدٍ من أهلِ الدنيا أبدًا، اللَّهمَّ إلَّا في شفاعةٍ تتعيَّنُ، أو دِفاعةِ ضرٍ تلوحُ لهُ وتَتَبَيَّنُ.

وذكرهُ ابنُ صالحٍ مقتَصِرًا على لقبِهِ ونسبِهِ، فقالَ: عزُّ الدِّينِ الواسطيُّ، هو الإمامُ العالمُ، الصَّالحُ المجرَّدُ، التَّالي ليلًا ونهارًا، السليمُ القلبِ، التَّارِكُ للنَّاسِ،


(١) الطَّلاوة: الحُسن والبهجة. "القاموس": طَلَوَ.
(٢) في الأصل: فيها، وهو تحريف، والمثبت من "المغانم" ٣/ ١٢٤٦.
(٣) ينقدع: ينكفُّ. "القاموس": قدع.
(٤) سقط في الأصل، والسياق يقتضيها.
(٥) سورة فاطر، آية: ٢.