للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تسيرَ بمَنْ معكَ، فتأتيَهم مِن قِبلَ الحَرَّةِ، فامتثلَ قولَه، وقالَ: يا أهلَ المدينةِ، إنَّ أميرَ المؤمنين يزيدَ يزعمُ أنَّكم الأصلُ، وإنِّي أكرهُ إراقةَ دمائِكم، وإنِّي أنتظرُكم ثلاثًا، فمَنْ راجعَ الحقَّ قبِلْنا منه، وانصرفتُ عنكم، وسرتُ إلى هذا [المُلحِدِ] (١) الذي بمكَّةَ -يعني ابنَ الزُّبيرِ رضي الله عنه- وإنْ أبيتُم فقد أعذرنَا إليكم، فلمَّا مضتِ الأيَّامُ الثَّلاثةُ، قالَ: يا أهلَ المدينةِ، ما تصنعون؟ قالوا: نحاربُ، فقالَ: لا تفعلوا، وادخلوا في الطَّاعةِ، فقالوا: لا نفعل، والقصَّةٌ طويلةٌ ليس هذا محلَّها، كما أنَّ سيرةَ عبدِ الملكِ تحتملُ كراريسَ، وذُكرَ في "التهذيب" (٢)، و "الثقات" لابنِ حِبَّانَ (٣).

وكانَ رأى في منامِه -فيما قيل- أنَّه يبولُ في الجوانبِ الأربعةِ مِن المسجدِ النَّبويِّ، فقصَّ ذلك على سعيدِ بنِ المسيَّبِ، وقيل: على مُحمَّدِ بنِ سيرين، فأخبرَه بأنَّه: يلي أمرَ الأمَّةِ الأربعةُ مِن أولادهِ، فكانَ كذلكَ؛ لأنَّه لمَّا ماتَ وَلِيَ الخلافةَ بعدَه ابنُه الوليدُ حتَّى ماتَ، ثمَّ أخوه سليمانُ بنُ عبدِ الملكِ حتَّى ماتَ، ثمَّ يزيدُ بنُ عبدِ الملكِ بعدَ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، ثمَّ هشامُ بنُ عبدِ الملكِ، ولا يُعلمُ أحدٌ وَلِيَ لأمرِ الأمَّةِ أربعةُ نفَرٍ أولادُ رجلٍ واحدٍ إلا هؤلاءِ: أولادُ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ (٤)، ثمَّ أولادُ النَّاصرِ مُحمَّدِ بنِ قلاوونَ، صاحبِ مصرَ، بل وليَ الأمرَ مِن أولادِ النَّاصرِ


(١) تحرَّفت في الأصل إلى: المحلد، والصحيح المثبت، انظر: "البداية والنهاية" ٨/ ٦١٨.
(٢) "تهذيب الكمال" ١٨/ ٤٠٨، و "تهذيب التهذيب" ٥/ ٣٢٠.
(٣) "الثقات" ٢/ ٣١٦. وفي الأصل: الخلفاء.
(٤) تحرَّفت في الأصل إلى: هشام، والصحيح المثبت.