للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن غير واحدٍ.

بل أخذَ عنه بالمغربِ جماعةٌ منهم: أبو العبَّاس القبَّاب (١).

وكانَ محدِّثًا متقِنًا، ضابطًا عارفًا، يضبطُ الحديثَ وأسماءَ رجالِه، ولغتَهُ، فاضلًا في الفقهِ والأصلينِ، والعربيةِ، والمعاني والبيانِ، مستبحرًا في اللغةِ والآدابِ، مشاركًا في الجدلِ والمنطقِ، أقبلَ في آخرِ عمره على الاشتغالِ في كتبِ التَّصوُّفِ، ولزمَ الاشتغالَ بالفقهِ والعربيةِ في المسجدِ النبويِّ، مع وجاهةٍ عظيمةٍ عند أمراءِ المدينة، بحيث يُقصَدُ بالشَّفاعةِ عندَهم، ولا يردُّونَهُ غالبًا.

وله تآليفُ مفيدةٌ، منها: "نزهة النَّظَرِ ونُخبَةُ الفِكَرِ في شرح لاميَّةِ العَجَمِ" (٢) و"ذيلُها" له، اشتملَ على لغةٍ كثيرةٍ، وصناعةٍ بديعةٍ، و"شرحُ قصيدة عمرو الجِنِّيِّ" (٣)، المشتملةِ على المديحِ النَّبويِّ، و"الجوابُ الهادي عن أسئلةِ الشَّيخ أبي الهادي"، أحدِ شيوخ القيروان (٤) في الطَّريقة، وهي في القرآنِ والسُّنة، و"تحفةُ


= "السهل البديع" في الفقه. "الوافي بالوفيات" ٢/ ١٥٠، و"الدرر الكامنة" ١/ ٢٣.
(١) أحمدُ بنُ قاسمٍ القبَّاب، فقيه مالكيٌّ، تولى القضاء، توفي سنة ٧٧٩ هـ. "الديباج المذهب"، ص ٤١، و"الدرر الكامنة" ١/ ٢٣٦. و"نيل الابتهاج" ١/ ١٠٢.
(٢) "لامية العجم" للحسينِ بنِ عليٍّ، فخرِ الكُتَّاب، العميدِ الطُّغَرائي المتوفى سنة ٥١٤ هـ، لها شروح كثيرة. انظر "كشف الظنون" ٢/ ١٥٣٧.
(٣) وهي قصيدة مشتملة على مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعمرو بن طلق الجني ويقال عمرو بن طارق، صحابي، رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبايعه وصلى خلفه. "الإصابة" ٤/ ٦٥٠، ٤/ ٧٠١.
(٤) القيروان: مدينة عظيمة بإفريقية، وهي بتونس اليوم. "معجم البلدان" ٤/ ٤٢٠.