للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

به، ثمَّ نابَ في الحكمِ بالقاهرةِ مع مباشرتِه التَّوقيعَ قبلَ النِّيابةِ، ثمَّ بعدَها مدَّةً طويلةً، ثمَّ ولي قضاءَ حلبَ عوضًا عن العلاءِ عليٍّ الزُّرعيِّ (١)؛ وقدِمَها في سنةِ ثلاثٍ وأربعين، فباشرَه نحو سنةٍ، ثمَّ سعى في عودِه إلى القاهرة، فأُجيبَ، وعادَ للنِّيابةِ فيها، ثمَّ ولِيَ قضاءَ المدينةِ وخطابتِها وإمامتِها؛ فقدِمَها في ذي الحِجَّة سنةَ أربعٍ وخمسين وسبعِ مئِة، وكان كما قال ابنُ فَرْحُون (٢) ممَّن قدم فيها: القاضيُّ عزُّ الدِّينِ ابنُ جَمَاعة (٣) مجاورًا بأهله وأولادِه، وقدِمَ معه صِهرُه الفخرُ ابنُ الكُوَيْك (٤)، وكذا قدِمَ الشِّهابُ ابنُ النَّقيبِ، فكانت سَنَةً حسنةً تنقضي بذكرِ محاسنِها الأزمنةُ. انتهى.

واستمرَّ إلى أواخرِ سنةِ خمسٍ وخمسين، فصُرِفَ بالشَّمسِ ابنِ السَّبع الآتي، وكان فيها مجاورًا بمكَّةَ، إلى أنْ سعى له ولدُه نورُ الدِّينِ عليٌّ، وساعدَه الأميرُ شيخو، حتَّى أُعيدَ في آخرِ العامِ الذي يليه، ويرجعُ هذا إلى القاهرة، فولي بها النِّيابةَ أيضًا عن العزِّ ابن جَمَاعة، ثمَّ أعيدَ إلى قضاءِ المدينةِ مع الخطابةِ والإمامةِ في سنةِ اثنتين وسبعين، واستمرَّ بها إلى أنْ حصلَ له بها مرض، فتوجَّهَ في أثناءِ سنةِ خمسٍ وسبعين إلى القاهرةِ في البحر، لمصالحَ دنيويةٍ ودينيةٍ، فأدركَه في الطَّريقِ الأجل، قبلَ بلوغِ الأمل، فماتَ به عن نحو ثمانين سنةً في ربيعٍ الآخرِ، ودُفِنَ ببعضِ الجزائرِ بقربِ الطُّورِ أو السُّويسِ، وجزمَ ابنُ خطيبِ


(١) عليُّ بنُ عثمانَ بنِ أحمدَ الزُّرعيُّ، علاء الدِّين، الشَّافعيُّ، قاضي حلب. ولد سنة ٦٩١، وتوفي بدمشق سنة ٧٧٦ هـ. "ذيل تذكرة الحفاظ" ١/ ١٦٤، و "الدرر الكامنة" ٣/ ٨١.
(٢) "نصيحة المشاور" ٢٢٧.
(٣) عبدُ العزيزِ بنُ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ. تأتي ترجمته.
(٤) محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّطيفِ ابنِ الكُوَيْكِ، فخرُ الدِّين. توفي سنة ٧٦٩ هـ. "الدرر الكامنة" ٤/ ٢٤.