للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شاقَه ذكرى ليالٍ سَلَفَتْ … بلذيذِ العيش أيَّامَ الصِّبا

يا رعَى اللهُ لُيَيْلاتٍ مضَتْ … مَعَ مَنْ نهوى ودهرًا أَخْصَبَا

حينَ لا نخشى مِن الواشي وقد … غَفِلَتْ عنا عيونُ الرُّقَبا

مَنْ لِمَنْ قد بانَ عنه إلْفُهُ … وعن الأحبابِ رَغْمًا غُيِّبَا

شرَّقَتْ (١) أحبابُهُ إذ غَرَّبا … أين مَنْ شَرَّقَ مِمَّنْ غَرَّبا

مِن أبياته ممَّا كتبه في مُحمَّد بنِ عثمانَ بنِ خضرٍ، إمَّا من "التاريخ الكبير" أو غيره.

وقالَ ابنُ فرحونٍ (٢): إنَّه حازَ من العلومِ ما لم يحزه أخواه، وانفردَ اليومَ باللُّغة، والحديثِ ورجالهِ، ووَلِيَ الحكم والحِسْبَةَ بدون سعيٍ ولا طلب، بل ساقَهما اللهُ إليه، لما علمَ مِن حاجةِ الخلق إليه، فقامَ بهما أحسنَ قيامٍ، ونرجو له مِن الله الزِّيادةَ والتَّمام، فإنَّه سيفٌ لأهل السُّنَّةِ، دامغٌ للبدعةِ، وقُرِئ مرسوماه بَالوظيفتين في يومٍ واحدٍ على دُكَّةِ المؤذِّنينَ بعدَ صلاةِ الجُمعةِ، وذاكَ أوَّلَ سنةِ سبعٍ وستين.

وله التَّصانيفُ الحسنةُ، والدُّروسُ المفيدةُ. متَّعَ اللهُ المسلمين ببقائِه.

وطوَّل المجدُ ترجمته، فقالَ (٣): كانَ مِن أفاضلِ الدَّهر، وأماثلِ العصر،


(١) في الأصل: يرق.
(٢) "نصيحة المشاور"، ص ١٠٦.
(٣) "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٥٩.