للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بنَميرِها (١) ما في قلوبِ الطلابِ مِن العلمِ ما غَرَسَ.

وَلي عام سبعٍ وستين وسبعِ مئةٍ وظيفتي الحُكم والحِسْبة، ولمّا كانَ أنصاريًا، قام بنصرِ سنَّةِ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قيامًا صحَّحَ به النِّسبَةَ.

دفعَ بسيفِ بأسِه البدعةَ وأهلَها، وأُيِّد ببركةِ سَمِيِّهِ المرتضى (٢)، قَدِمت خلائقُ الخلائق (٣) حَزْنُها وسَهْلُها، وإن لم يكن سَمِيَّ الملة (٤) الحنفية فمَنْ لها؟.

وكانَ له إلى الدِّيارِ المصرية تَرْدَاد، ووفادةٌ كلَّما تكرَّرت جعلت موادَّ وِدادِنا (٥) يزداد. واتَّفقَ له في عامِ أحدٍ وسبعين دخولُ العراق، وأقامَ مدَّةً ببغدادَ، وأحيا بإسماعِ الحديثِ ما دثرَ مِن معالمه وباد، وأفادَ وأجاد، وأبدأ وأعاد، ورفعَ أركانَ السُّنَّةِ وأشاد، وتُلُقِّيَ بالإكرام والإمجاد، وحسنِ الإصدارِ والإيرادِ، وبعدَ إكمالِ عامِه، رجعَ إلى وطنِه ومقامِه.

وفي الحجَّةِ عامَ ثلاثٍ وسبعين عقبَ صدورِه مِن مصرَ أدركَه الأجلُ المحتوم، وظهر له الأمَدُ المكتوم، وأعقبَ أولادًا كرامًا، كلٌّ منهم بلغ مِن الفضل مَرامًا.


(١) النَّميرُ: الماءُ العذب. "القاموس": نمر.
(٢) هو: عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه، فالمؤلف سَمِيُّه، أي: موافقه في الاسم.
(٣) خلائق الأولى المراد بها: الطبيعة التي يُخلقُ المرء بها، والثانية: الخَلق. "القاموس": خلق.
(٤) في "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٦٠: سَمِيّ عليّ للملَّة.
(٥) في "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٦٠: ودارتنا تزداد.