للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقالَ المجدُ (١): كانَ مِن أكابرالصالحين، وأخايرِ الأولياء المتَّقِينَ، مُديمَ الصوم، عَدِيم النَّوم، مقيمًا على طريقةِ القوم، وكانَ جبل (٢) الوقار والسَّكينة، مشغوفًا بجوارِ مكَّة والمدينة، زين ملبسه واسطه، ونسبٌ من الشَّرف الباذخ (٣) بواسطه (٤).

وكانَ مِن دَيدنِه في التَّجرُّدِ، وهِجِّيرِهِ في التوكُّلِ والتفرُّدِ: أنَّه إذا اشتاقَ إلى وطنه وأُذن له قصدَ حبسه (٥) وسكنه، أخذ عصاه ورِكْوَتَهُ (٦)، ودخلَ الباديةَ جاعلًا التوكُّلَ عُمدتَهُ وقدوتَهُ، ولا نظرَ ضعفَه وقُوَّتَهُ، وكانَ لا يعترضه أحدٌ من الأعرابِ، ولا يقابلونه إلا بالطَّعامِ والشرابِ، والإكرامِ والتِّرحابِ.

وكانَ طوائفُ العربِ يعرفونَهُ، ويأنسونَ بحضوره ورؤيتِهِ ويألفونه، ويتألمون لِفُرقتِه، ويتبرَّكون بعصاه وخِرقَتِهِ.

وله أنواعٌ من الكراماتِ والولاياتِ، وانجماعٌ إلى أرباب الخصوصِ والعناياتِ.

ووصفَه ابنُ صالحٍ بالشَّيخِ الصَّالحِ الكبير، وقالَ: كانَ مجتهدًا في العبادة، عظيمَ العزلة، بحيثُ يقومُ مِن الصَّلاة بمجرَّدِ التسليمِ قبلَ الدُّعاءِ، ويذهبُ إلى بيته. وماتَ وهو حاجٌّ معَ الرَّكبِ، ودُفنَ في بدرٍ عندَ الشُّهداء.


(١) "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٤٧.
(٢) في "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٤٨: وكانَ معه، بدل: وكانَ جبل.
(٣) شرف باذخ، عالٍ. "القاموس": بذخ.
(٤) هكذا في الأصل، وفي "المغانم المطابة" مطموس.
(٥) في "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٤٨: جهته، بدل حبسه.
(٦) الرَّكوة: إناء للماء من جلدٍ خاصة. "الصحاح": ركا.