للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لمصرِ بنحوِ يومين بالسُّويسِ (١) سنةَ ستٍّ وعشرين وسبعِ مئةٍ. وهو في "الدُّرر" (٢) لشيخِنا.

قد نابَ عنه في قضائِها الشِّهابُ أحمدُ الصَّنعانيُّ اليمانيُّ، وسمعَ عليه عبدُ اللهِ بنُ محمَّد بنِ أبي القاسمِ فرحونٍ، وحضرَ عنده النَّجْمُ الطُّوفيُّ الحنبليُّ (٣)، فتكلَّمَ معه في العلمِ، فلم يُنْصِفْهُ السِّراجُ، ثم قَدِمَ الطُّوفيُّ مكةَ، فحضرَ عندَ قاضيها النَّجمِ محمَّد ابنِ الجمالِ محمَّد ابنِ المحبِّ أحمدَ بنِ عبدِ الله الطَّبريِّ، وتكلَّمَ معه في العلمِ، فأنصفَه وأكرمَه، فقالَ فيهما:

سراجٌ بالمدينةِ ثمَّ نجمٌ … بمكَّةَ أصبحا متناقِضَينِ

فهذا ما علمْتُ له بزينٍ … وهذا ما علمتُ له بشَينِ

فأطفأهُ المهيمنُ مِن سِراجٍ … وأبقى النَّجمَ نورَ المشرقينِ

قالَ ابنُ فَرحونٍ (٤): هو الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ، أوَّلُ من أدركتُهُ مِن قُضاتِنا وأئمَّتِنا، وكانَ فقيهًا مُجيدًا، أصوليًا نحويًا، متفنِّنًا (٥) في علومٍ جمَّةٍ.


(١) السويس: مِن أهم المدن والموانئ المصرية، تقع على البحر الأحمر.
(٢) "الدرر الكامنة" ٣/ ١٤٩.
(٣) سليمانُ بنُ عبدِ القويِّ الطُّوفيُّ، الحنبليُّ، كانَ رافضيا، صاحب "شرح الروضة" في الأصول، مولده سنة ٦٥٧ هـ، ووفاته سنة ٧١٦ هـ. "الدرر الكامنة" ٢/ ١٥٤.
(٤) "نصيحة المشاور" ص ٢٠٨.
(٥) في الأصل: متفنن والصواب المثبت.