للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبعدَ قتيلٍ بالمدينةِ أظلمَتْ … له الأرضُ تهتزُّ العِضاهُ (١) بأسْؤُقِ (٢)

جزَى اللهُ خيرًا مِن إمامٍ وباركَتْ … يدُ اللهِ في ذاكِ الأديمِ المُمزَّقِ

فمَنْ يسعَ أو يركبْ جَناحَي نَعامةٍ … ليُدرِكَ ما قدَّمتَ بالأمسِ (٣) يُسبَقِ

قضيتَ أمورًا ثمَّ غادرتَ بعدَها … بوائجَ (٤) مِن أكمامِها لم تُفَتَّقِ

وما كنتُ أخشى أنْ تكونَ وفاتُه … [بكفَّي] سَبْنَتى (٥) أزرقِ العينِ مُطرِقِ

وما أحسنَ قولَ ابنِ مسعودٍ: لو وُضِعَ علمُ أحياءِ العرب في كِفَّةٍ، وعلمُ عمرَ في الأخرى لرجحَ علمُهُ، ولقد كانَ ذهبَ بتسعةِ أعشارِ العلم، ولمَجلسٌ كنتُ أجلسُهُ معه أوثقُ في نفسي مِن عملِ سنةٍ.

وقالَ عليٌّ حينَ وُضِعَ على سريره بعدَ موتِه: والله ما خلَّفتَ أحدًا أحبَّ أنْ ألقى الله عزَّ وجلَّ بمثلِ عملِه منكَ. وترجمتُه تحتملُ مجلَّدًا ضخمًا، وممَّن أفردَها


(١) تحرَّفت في الأصل إلى الغطاة، والعِضاهُ جمعُ عضاهة، وهي أعظم الشجر.: "لسان العرب": عضه.
(٢) في الأصل: بالأسؤق. وبها ينكسر البيت.
وأسؤق: جمع ساق. "اللسان": سوق. يريد: تهز عظام الشجر من سيقانها، وهذا كناية عن الخطب الشديد.
(٣) تحرفت في الأصل: بالأمر، والتصويب من "الديوان".
(٤) في الأصل: بوائق، والتصويب من "الديوان". والبوائج: جمع بائجة، وهي الداهية. "القاموس": بوج.
(٥) السَّبنتى: الجريء. "القاموس": سبت.