للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بلْ بنى في سنةِ تسعٍ وسبعين بمشارفةِ الشَّمسِ ابنِ الزَّمنِ ما احتاجَ إليه سقوفُ المسجدِ، وما اقتضاه رأيهُم مِن الأساطينِ، والمنارةَ السِّنجارية (١)، وغيرِ ذلك ممَّا اتفق فيها.

وفي سنةِ إحدى وثمانين (٢) ثَمَّ احترقَ ذلك كلُّه في جملةِ حريقِ المسجدِ، فأُعيدَ، وجَدّدَ منبرَه ومحرابَه، والحجرةَ، والمحرابَ العثمانيَّ، والمنارَةَ الرَّئيسيةَ عودًا على بدء، وجَدَّدَ حمَّامًا وطاحونًا، وفُرنًا ورَحًا، وكالةً، ومطبخًا للدَّشيشة (٣)، وأشياء، بل رتَّبَ لأهلِ السُّنَّةِ مِن أهلِها والواردينَ عليها مِن كبيرٍ وصغيرٍ، وغنيٍّ وفقيرٍ، ورضيعٍ وفطيمٍ، وخادمٍ وخديمٍ، ما يكفيه من البُرِّ، والدَّشيشةِ والخبز، ما شُكِرَ بسببه. وحبَّسَ على ذلك أماكنَ وجهاتِ، يُتحصَّل منها من الحبِّ نحوُ سبعةِ آلافِ إردبٍّ (٤) وخمسِ مئةٍ، تحملُ كلَّ سنةٍ إلا ما يقعُ التَّقصيرُ فيه مِن المباشرِ له.

وكانَ مصروفُ العِمارةِ بالمسجدِ والمدرسةِ وتوابعِهما نقدًا وأتمار آلاف (٥)، وغير


(١) المنارة السنجارية: هي المئذنة الشمالية الشرقية. انظر: "وفاء الوفا" ٢/ ٣٨١.
(٢) كذا في المخطوطة، والصحيح أنَّ الحريق حدث في رمضان سنة ٨٨٦ هـ. انظر "التحفة اللطيفة " ١/ ١٠٣، و "وفا الوفا" ٢/ ٤١٣.
(٣) الدَّشيشة: طعامٌ رقيقٌ من قمح مدقوق. "القاموس" المحيط: دشش.
(٤) الإردبُّ: مكيالٌ يساوي ٢٤ صاعًا، والصاع يساوي ٢١٧٢ غ، فالإردب يساوي ١٢٨، ٢٥ كلغ.
وانظر: "صبح الأعشى" للقلقشندي ٣/ ٤٤١، ٤/ ١٨١.
(٥) بعدها كلمة غير واضحة في الأصل.