للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نزيلُ مكَّةَ (١). بقيةُ أكابرِ بلدِه، باركَ اللهُ في حياتِه، ويُعرف بابنِ عبدِ الحميدِ.

اشتغلَ بالعلمِ معَ ذكاءٍ مُفرطٍ، بحيثُ صارَ ذا نباهةٍ في الأدبِ وغيرِه، حتَّى إنَّه لمَّا حصلَ له صممٌ كانَ يُكتب له في الهواء، ثمَّ في يده، وعلى الأرضِ ليلًا ونهارًا، فيدرِكُ جميعَ ما يُرادُ منه، كأنَّما يحدَّثُ وهو يسمع، ولا يفوتُه فهمُ شيءٍ منه (٢) غالبًا، وذلكَ لما عندَه مِن الذَّكاءِ المُفرطِ حيثُ إنَّ كلَّ مَنْ رأى ذلكَ منه يتعَّجبُ.

قالَ شيخُنا في "إنبائه" (٣): وقد حاكاه في ذلكَ صاحبُنا عبدُ الرَّحمنِ بنُ عليٍّ (٤) الحلبيُّ الأصل، سِبطُ الشَّيخِ أبي أُمامةَ ابنِ النَّقَّاشِ (٥)، يعني: الذي رأيتُه، وكتبتُ عنه مرثيةً له


(١) بعدها في المخطوطة: [أقول: وبعد المؤلف عادَ إلى القاهرةِ، ودخلَ إلى الرُّومِ، وأكرَمه سلطانُها بايزيدُ عثمانَ عام .... ، ثمَّ ولي قضاءَ الشَّافعيةِ ببلدِهِ في سنةِ تاريخه، وأقامَ بها سنةً بعدَ ما عُزِلَ بالقاضي شمسِ الدِّين محمَّدِ بنِ أحمدَ السهري الذي أخذَ عنه، واستمرَّ مفصولًا وهو منجمِعٌ عن النَّاسِ، مشهورٌ بالملأ، مع السيح، والتَّجمُّل باللِّباسِ، وملك الروم والأصايل، وفي بعضها بئر أريس بقبا، ورزق أولادًا وأحفادًا. ولما اجتمعتُ به في سنةِ تسعٍ وثلاثين أكرمني مع التنزل، وحضرَ سماعَ الحديثِ بقراءتي تُجاهَ الحُجرةِ الشَّريفةِ، واستجزتُهُ لي، فأجاز لنا مع طلبِ الإجازة مِنِّي، ثمَّ بعدها قدمَ مكَّةَ في شعبانَ سنةَ ثمانٍ وثلاثين، فأنزلتُه عندي بمكَةَ، .... ]. ولا محل لها ها هنا، فأدخل ترجمة في أخرى.
(٢) في الأصل تكررت: (منه).
(٣) "إنباء الغمر" ٧/ ١٣٩.
(٤) عبدُ الرَّحمنِ بنُ عليٍّ الحلبيُّ، ثمَّ الدمشقيُّ، قاضي الحنفية بدمشق، توفي سنة ٨٤٠ هـ. "إنباء الغمر" ٨/ ٣٩٩، و"الضوء اللامع" ٤/ ١٠٣.
(٥) أبو أمامةُ ابنُ النَّقَّاشِ، شمسُ الدِّينِ محمَّدُ بنُ عليٍّ المغربيُّ، الدَّكَّاليُّ، ثمَّ المصريُّ (ت ٧٦٣ هـ). =