للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في شيخنا وغيرِه، وكانَ أعجوبةً في هذا المعنى.

وقد سمعَ صاحبِ الترجمةِ بالقاهرةِ من البهاء ابن خليلٍ المجلس الأخير من .... الشافعيِّ، ومن محمَّدِ بنِ يوسفَ بنِ عبدِ الكريم بن .... في "نغبة الظمآن من فوائد أبي حيان" بسماعِه منه، ومن جويريةَ بنتِ الهكَّاريِّ، والجمالِ الباجيِّ، وغيرِه.

وبدمشقَ فيما ذَكرَ مِن الصَّلاحِ ابنِ أبي عمرَ، وابنِ أُميلةَ، وأجازَ له الشِّهابُ الحنفيُّ، وسالمُ ابنُ الياقوتِ المؤذِّنُ، وخليلٌ المالكيُّ، وخلقٌ، وحدَّثَ فسمع منه الطلبة، وروى عنه التَّقيُّ ابنُ فهدٍ بالإجازة.

بل قالَ الفاسيُّ في "تاريخه" (١): ترافقْنَا مرَّةً إلى الطَّائفِ فسمعتُ مِن لفظِه بالسّلامة (٢) حديثًا وحكاياتٍ، وكانتْ له مكانةٌ بالمدينةِ النَّبويَّةِ عندَ أميرِها ثابتِ بنِ نُعيرِ بنِ جمَّازِ بنِ شِيحةَ الحسينيُّ، ثمَّ مكَّةَ عندَ صاحبِها الشَّريفِ حسنِ بنِ عجلانَ، وأعيانِ دولتِه، وكتبَ عندَ كلٍّ منهما إلى مصرِ وغيرها سنين، وله بستانٌ بالمدينةِ فيه بئرُ أريسٍ، بلْ كانَ له إلى مكَّةَ تردادٌ كبيرٌ من قبلِ ولايتِه، ودخلَ اليمنَ، فنالَ فيها خيرًا.

ماتَ بمكَّةَ في أوَّلِ يومِ الأحدِ حادي عشري المحرم سنةَ ستَّ عشرةَ وثمانِ مئةٍ، عن سبعين سنةً، أو قريبِها، ودُفنَ بالمعلاةِ، وشيَّعَه خلقٌ، منهم صاحبُ مكَّةَ المشارُ إليه، وشهدَ التَّقيُّ الفاسيُّ الصَّلاةَ عليه، ودفنَه.


= "شذرات الذهب" ٦/ ٣٦٨.
(١) "العقد الثمين" ١/ ٤٠٠.
(٢) السلامةُ: من وادي الطائف. "العقد الثمين" ١/ ١٤٠.