مقتصرٍ عليه، بل ذكرَ في آخرِ التَّرجمةِ: أنَّه سنةَ ستٍّ وسبعينَ، وهو الصوابُ، لوجودِهِ كذلك بِخَطِّ وَلَدِهِ، ووصفِهم له في طبقَةٍ تاريخُها سنة ثمانٍ وسبعين بالحضور.
وأُحْضِرَ بها على أبي اليُمنِ ابنِ عساكرَ مصنِّفِ "إتحافِ الزائرِ"، ثمَّ سَمِعَ منه، ومِن غيرِه، كَخَلَفِ بنِ عبدِ العزيز القَبْتوريِّ، سَمِعَ عليه "الشِّفا"، بل قَدِمَ مصرَ مِرارًا، وسمعَ بها مِن الدِّمياطيِّ، ولازمه كثيرًا، والشِّهابَ الأَبَرْقُوهيِّ في آخرين، وحدَّثَ.
وسمعَ عليه "إتحافَ الزائر" محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ يحيى الخشبيُّ، وعبدُ الله، وعليٌ ابنا محمَّدِ بنِ أبي القاسم بنِ فرحون، وخلفَ والدَهُ في رِئاسةِ المؤذِّنينَ بالمسجِدِ النَّبويِّ، وكانَ مِنْ أحسَنِ الناس صوتًا، ونابَ في الحكمِ والخطابةِ هناك، وكانَ إمامًا عالمًا، مشاركًا في العلوم، عارفًا بأنسابِ العربِ، له يَدٌ في ذلك مع زُهدٍ وعِبادَةٍ، وشعرٍ رائقٍ، وفضائلَ جمَّةٍ. صَنَفَ للمدينةِ "تاريخًا" مفيدًا (١).
وممَّنْ لقِيَه بالمدينةِ وسمَّى جَدَّهُ خلَفًا بالتكبيرِ: أبو عبدِ اللهِ ابنُ مرزوقٍ، وقالَ: قرأتُ عليه الكثيرَ، ووصفَهُ بشيخَنا الإمامِ، جمالِ الدِّينِ. قالَ: وكانَ أحسنَ رجالِ الكمالاتِ في وقتِهِ، وإنَّه سمعَ بقراءةِ العَلَمِ البرزاليِّ عليه، وعلى محمَّدِ بنِ إبراهيمَ المؤذِّنِ، والطَّواشيِّ المغيثيِّ "تحفةَ الزائر"، وعلى الأوَّلَينِ فقط بقراءَةِ الإمامِ نورِ الدِّينِ عليِّ بنِ محمَّدِ بنِ فرحونٍ "الصحيحين".
ماتَ في سابعَ عِشري ربيعٍ الثَّاني، سنةَ إحدى وأربعينِ وسبعِ مئةٍ.