للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشَّمسِ الجوجريِّ في الأصولِ، في آخرين كالعلاءِ الحصنيِّ (١) قرأ عليه في "القطبِ مع الحاشية عليهِ للسيِّد"، والزَّينِ زكريا، والسَّمهوديِّ، قرأ على كلٍّ منهما في "التسهيل"، و"نظام ابن الجيبغا" (٢)، ولازمه في أشياءَ، وسمع على الأمينيِّ، والشِّهابِ النَّشاويِّ (٣) والفخر الدِّيَمِيِّ، وغيرهم، وكذا لازمني حتَّى قرأ عليَّ "ألفية الحديث" بحثًا، وغيرها مِن الكتبِ روايةً، حتَّى في مجاورتي الأولى بالمدينةِ، ثمَّ قرأ عليَّ في سنة أربعٍ وتسعين بمكَّةَ قطعةً مِنْ "شرحي على الألفية"، ووقفتُ نسخةً منه هناك تحت نَظَرِه، وتميَّزَ في غالبِ الفنون، وكتبتُ له إجازةً حافلةً، بل أَذِنَ له جَمْعٌ ممن تَقَدَّمَ في الإفتاءِ والتدريسِ، وولي مشيخةَ الزَّماميةِ بمكَّةَ وقتًا، ثمَّ أعرضَ عنها لعدمِ رغبته في الإقامةِ بغيرِ بلده، كما أعرضَ عن دخولِ مصرَ لعدمِ الفائدة فيها، وتقنَّعَ باليسيرِ، وكان شيخُ الخدامِ قانمٌ مِمَّنْ يستفيدُ منه، ثمَّ تزايد اغتباطُ شاهينِ الجماليِّ به، وإقبالُهِ على الاستفادَةِ منه وعيّنه، حتَّى سافر في موسمِ سنة سبعٍ وتسعين إلى الرُّومِ في استخلاص أوقافِ الحرمين، ثمَّ عادَ في موسمِ سنةِ التي تليها، وقد استقرَّ عن ملكها في تدريسِ الحنفيةِ، واتَّفقَ له وما ناله مِن هناك (٤)، سيما وكان قد شرعَ في بناءِ بيتٍ بالمدينةِ، رَكِبَهُ الدَّينُ


(١) العلاء الحصني: العلاء عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ حسينٍ، توفي سنة ٨٨٨ هـ. "الضوء اللامع" ٥/ ٢٩٩.
(٢) محمَّدُ ابن الجيبغا، نظامُ الدِّينِ، أبو اليسر الحنفيُّ، توفي سنة ٨٩٢ هـ. "الضوء اللامع" ٧/ ١٤٥.
(٣) أحمدُ بنُ عبدِ القادرِ النشاويُّ، الحنفيُّ، توفي سنة ٨٨٤ هـ. "المجمع المؤسس" ٣/ ١٨٧، و"الضوء اللامع" ١/ ٣٥٤.
(٤) كذا في الأصل، والعبارة غير واضحة.