للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بسببه، وأقرأني سنةَ وفاته بعضَ العجم، و"الحبرت شرح البابية" (١)، ولم يكمله، و"البردةَ" وغيرَ ذلك.

وبالجملةِ فهو فاضلٌ، علامةٌ، ذكيٌّ، بارعٌ، مُتقِنٌ، سريعُ الفَهم والحركة، طارحٌ للتكلُّفِ، كثيرُ الأدب، زائدُ الاغتباطِ بتصانيفي، وليسَ بالمدينةِ حنفيٌّ مثله، دَرَّسَ وأفادَ بالمسجد النَّبويِّ وغيره، في الفقهِ والعربيةِ وغيرِهما، وتأسفْتُ حين مجاورتي الثَّانية بالمدينة على غيبتِهِ عنها، ولمَّا جاءَ تكرَّرَ اجتماعُهُ معي بمكَّةَ، وفارقني في أيامِ الثمان في سنةِ تسعٍ وتسعين راجعًا لبلدِه بعدّ الحجِّ، فماتَ حينَ وصولِه إليها في أواخرِ ذي الحجَّةِ سنةَ تسعٍ، وتركَ أولادًا أربعةً مِن ابنةِ البرهان الششتريِّ، رحمَه اللهُ وإيانا، ومِن نظمِه:

ركبتُ الخطايا ثمَّ جئتُك تائبًا … وفي توبتي ما قد علمتَ مِنَ النَّقْص

وإني لأرجو العفوَ عما جنيتُهُ … لأنِّي رأيتُ الفَضلَ يشمُل مَنْ يعصى

وقوله:

حملتُ ذنوبًا أثقلَ الظَّهرَ حَملُها … وهذا كتابي للقبائح جامعُ

ووالله ما لي صالحٌ قد عَمِلْتُهُ … ولكنَّنِي في رحمةِ الله طامعُ

وقوله:

إذا ضاقَ صدري أو تَبَلَّدَ خاطري … وأصبَح فكري بالهموم يُوزَّعُ

أُفوِّضُ أمري كلَّهُ لمُدَبِّري … وأسلِمُهُ نفسي فما شاءَ يَصنَعُ

وكتب إليّ بخطه عِدَّةَ قصائدَ، وغيرَها من نظمِهِ.


(١) كذا في الأصل.