للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بنِ عبد الله الحِجِّيِّ، وأبي عبدِ اللهِ الوادي آشي، وعيسى ابن الملوك، وآخرين.

وبالمدينةِ مِن: الجمالِ المطريِّ، والزُّبيرِ الأُسوانيِّ.

وبدمشقَ مِن: المِزِّيِّ، والشِّهابِ أحمدَ بنِ عليٍّ الجزريِّ (١)، وتفقَّه بالشَّمسِ ابنِ النَّقيبِ، والتَّقيِّ السُّبكيِّ، والعربية بمكَّةَ عن ابنِ هشامٍ، وأخذ عن الوليِّ المنفلوطيِّ فنونًا من العلم، وانتفعَ به في ذلكَ كلِّه، وبالتَّاجِ المُرَّاكشيِّ حيثُ لقِيَه بدمشقَ، وحصَّلَ مِن العلمِ على أوفرِ نصيبٍ، وصارَ المنظورَ إليه ببلدِه، بل بالحجازِ كلِّه، واشتُهرَ ذِكرُه، وبَعُدَ صِيتُه، وانتهت إليه رئاسةُ الفقهاءِ الشَّافعيةِ بالأقطارِ الحجازيةِ، ويقالَ: إنَّه كانَ يستحضرُ "شرحَ مسلمٍ" للنَّوويِّ، ونابَ في الحكمِ عن خالِه الشِّهابِ الطَّبريِّ، ثمَّ استقلَّ به بعدَ صرفِ التَّقيِّ الحَرازيِّ (٢) حتَّى ماتَ، قُدِّرَ فيه نحوًا مَن ثلاثٍ وعشرين سنةً.

ووليَ معَ ذلكَ خطابةَ الحرمِ، ونظرَه، وحِسبةَ مكَّةَ، وتدريسَ المدارسِ الثَّلاثِ التي لملوك اليمنِ، وهي المنصورية، والمجاهدية، والأفضلية، وكانَ أوَّلَ مَنْ درَّسَ بالأخيرةِ وسكنَها، وإليه نظرُ جميعِها، ووليَ تدريسَ درسِ بشيرٍ الجمدار مشافهةً منه، ودرَّسَ الحديثَ لوزيرِ بغدادَ، والفقهَ للأشرفِ شعبانَ صاحبِ مصرَ، ولم يجتمعْ ذلك لأحدِ قبلَه مِن قُضاةِ مكَّةَ، بل بعضُها لم يكنْ إلا في زمنِه، واستمرَّ على ذلكَ


(١) أحمدُ بنُ عليِّ بن الحسن الجزريُّ، توفي سنة ٧٤٣ هـ. "الدرر الكامنة" ١/ ٢٠٧.
(٢) تقي الدين: محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ قاسم الحرازيُّ، قاضي مكة، وخطيبها، مولده سنة ٧٠٦ هـ، ووفاته سنة ٧٦٥ هـ. "العقد الثمين" ١/ ٣٦٧.