للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كبيرُ خلاصٍ لفقرِه. هذا مع معرفتِه لحاله، ولكنَّ الحاصلَ له على ذلكَ التزامُهم له بالرِّبحِ الكثيرِ الذي لا يحصلُ له منه إلا اليسيرُ، ثمَّ يتَّفقُ له في المطالبةِ بما لا يليقُ بأهلِ العلمِ، مِن كثرةِ التَّردُّدِ لبابِه، وإعراضِ بعضِهم عنه في حالِ طلبِه، واللهُ تعالى يغفرُ لنا وله. وقد حدَّثَ، ودرَّسَ بالحرمينِ الشَّريفينِ في النَّحوِ، والأصولِ، والتَّفسيرِ، وغيرِها.

وممَّنْ أخذَ عنه بالمدينةِ: الشَّمسُ محمَّدُ [بنُ] عبد العزيزِ الكازرونيُّ، وبمكَّة: الجلالُ أبو السَّعاداتِ ابنُ ظَهيرةَ، وعرضَ عليه في سنةِ تسعٍ وثمانِ مئةٍ الحسين حفيدُ أبو اليُمنِ المراغيِّ، وأجازَ للتَّقيِّ ابنِ فهدٍ وغيرِه ممَّنْ أخذنا عنهم، وانتفعَ به فضلاءُ العصر، وأفتى بهما كثيرًا، واشتُهرَ ذِكرُه، وكانَ حسنَ الإيرادِ للدَّرسِ، والكتابةِ على كثيرٍ مِن الفتاوى، وعلى كثيرٍ مِن الكلامِ، ماتَ بعدَ علَّةٍ طويلةٍ في سحرِ يومِ الجمعةِ، تاسعَ عشرَ ربيعٍ الثَّاني سنةَ تسعَ عشرةَ وثمان مئةٍ بمكَّةَ، وصلّي عليه عندَ بابِ الكعبةِ، ودُفنَ ضُحىً بالمَعلاةِ قريبًا مِن قبرِ الشَّيخِ أبي الحسن الشولي (١)، رحمَه اللهُ وإيَّانا.

وممَّنْ ترجمَه شيخُنا في "إنبائه" (٢)، والفاسيُّ في "تاريخه" (٣)، وطوَّلَ، وهو ممَّنْ أخذَ عنه، وله أجوبةٌ عن مسائلَ عندَ صاحبِنا النَّجمِ ابنِ فهدٍ، وترجمتُه في معجم أبيه، وغيره رحمَهما اللهُ وإيَّانا.


(١) أبو الحسن، عليُّ بنُ أبي الكرمِ الشّوليُّ، من الصالحين، توفي سنة ٦٤٤ هـ. "العقد الثمين" ٦/ ٢٢٣.
(٢) "إنباء الغمر" ٧/ ٢٣٩.
(٣) "العقد الثمين" ١/ ٣٠٨.