للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"تاريخ مصرَ"، وقال: كانَ إمامًا، عالمًا، محدِّثًا، حافظًا، مِفَنًّا، ثِقةً، حُجَّةً، حسنَ الأخلاقِ، سَخِيًّا، عفيفًا، مُكرِمًا للواردينَ عليه، حسنَ الاستماعِ لما يُقرأ عليه، كثيرَ السَّعيِ في الحوائجِ.

وأكثرَ مِن الثَّناء [عليه] ابنُ سيِّدِ الناس، وقالَ في "أجوبته": وأمَّا السُّؤالُ عن أحفظِ مَنْ لقيتُ، فكانَ في التَّقديمِ، وأولاهم بالتَّعظيمِ، الشَّيخُ الإمامُ، قُدوةُ النَّاسكين، عُمدةُ السَّالكين، قطبُ الدِّينِ، بقيَّةُ العاملين، في آخرين سمعوا منه مِن الأعيانِ، وأثنَوا عليه كثيرًا جِدًّا، وهو جديرٌ بذلك.

فقد نقلَ التَّقيُّ الفاسيُّ (١) عن جدِّ أبيه الشَّريفِ أبي عبدِ الله القاسيِّ أحدِ تلامذةِ القطبِ: أنَّ القطبَ حكى له: أنَّه كانَ يقرأ على أبي عبدِ الله (٢) محمَّدِ بنِ عمرِ بنِ يوسفَ القرطبيِّ (٣) بالمدينةِ النَّبويّة، وساقَ ما سيأتي في القرطبيِّ، وأنَّه سمعَه يقولُ: عاهدتُ الله أنْ لا أردَّ سائلًا، وفضائلُه كثيرةٌ، وترجمتُه محتملِةٌ للبسط، وممَّا قيلَ في مدحِه (٤):

اسْتَوْحَشَتْ مكَّةُ من قُطبِها … واستأنستْ مصرُ به والدِّيارْ


= وتوفي سنة ٦٦٣ هـ "العبر" ٥/ ٢٧٣، و"البداية والنهاية" ١٣/ ٢٤٦.
(١) "العقد الثمين" ١/ ٣٢٣.
(٢) (عبد الله) تكرر في المخطوطة.
(٣) "سير أعلام النبلاء" ١٧/ ٣٧٢.
(٤) الأبيات في "العقد الثمين" ١/ ٣٢٤.