للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شيخُ شيوخِ الحرمِ المقتدَى … برأيهِ عندَ الأمورِ الكِبارْ

فيا له قطبٌ مدارُ العُلا … عليه، والقطبُ عليه المدارْ

ماتَ في المحرَّمِ سنةَ ستٍّ وثمانينَ وستِّ مئةٍ بمنزلِه، مِن دارِ الحديثِ الكامليةِ، وكانَ طُلبَ مِن مكَّةَ بعدَ موتِ أخيهِ التَّاجِ لمشيختِها، فوليها حتَّى ماتَ، ودُفن بالقرافةِ، وشهدَ جنازتَه خلقٌ، وضجُّوا عليه بالبكاءِ، وله نظمٌ كثيرٌ، فمنه (١):

إذا طابَ أصلُ المرءِ طابتْ فُروعُه … ومِنْ عَجبٍ (٢) جاءتْ يدُ الشَّوكِ بالوَردِ

وقد يخبُثُ الفرعُ الذي طابَ أصلُه … ليظهرَ صنعُ الله في العكسِ والطَّردِ

وقوله:

علمُ الحديثِ مفيدٌ كلَّ مكرُمةٍ … فادأبْ فديتُكَ يا ذا الجِدِّ والأدبِ

واعكُفْ على الدَّرسِ ليلًا إنْ أردتَ عُلًا … فالعلمُ يُعلي دَنِيَّ الأصلِ في الرُّتَبِ

وقوله (٣):

حقيقٌ على المشتاقِ تعفيرُ خدِّهِ … ببابِ الذي يهواهُ في السِّرِّ والجهرِ

وإيثارُ ما يختارُ في السُّخطِ والرِّضى … وإيثارُ ما يرضيهِ في النَّفعِ والضُّرِّ

وقوله:

إذا كانَ أُنسِي في التزامِي لخلوَتِي … وقلبيَ عنْ كلِّ البَرِّيةِ خَالي


(١) البيتان في "العقد الثمين" ١/ ٣٢٥.
(٢) في "شذرات الذهب" ٥/ ٣٩٧: ومن غلط بدل: ومن عجب.
(٣) "العقد الثمين" ١/ ٣٢٦.