للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتفقَّهَ بوالده، بحثَ عليه "العُمَدَ في شرح الزُّبَدِ" (١) ثلاثَ مرَّاتٍ، وكذا قرأ عليه قطعةَ الأسنويِّ، وتكملةَ أبيه وغيرَها، وعلى الموفَّقِ ابنِ الأزرقِ قطعةً من أول كتابه "نفائس الأحكام"؛ بل تفقَّهَ أيضا بالدَّميريِّ، والبُلقينيَّ، وآخرينَ، وأذِنُوا، أو جلُّهم كابنِ الأزرق له.

وأخذَ الأصول عن الوليِّ العراقيِّ، قرأ عليه "المنهاجَ الأصليَّ"، وكتبَ له إجازةً حافلة كتبتُها في موضع آخر، والنحوَ: عن والدِهِ، والمحبِّ ابنِ هشامٍ، وجماعةٍ، والحديثَ: عن الزَّينِ العراقيِّ، بحثَ عليه "ألفيته" وشرحَها، و"التقييد والإيضاحَ" له، إلى غيرِها من تصانيفه وغيرها، بل سَمِعَ عليه قبل بقراءة أخيه أبي اليُمنِ في سنة تسعين الكثير من "شرح الألفيةِ"، وبقراءَةِ غيرِهِ في سنة تسع وثمانين، "جزءه في قصِّ الشارب"، وأَذِنَ له في إقرائه، وكذا أَذِنَ له غيرُهُ.

وكتب بخَطِّهِ الحسنِ المُتْقَنِ من الكُتُبِ والأجزاءِ أشياءَ، وطلبَ بنفسه، وقرأ الكثيرَ، وكتبَ الطِّباقَ، وضَبَطَ الأسماءَ، وكانَ تخرَّجَ في هذا النَّوعِ بالصلاح الأقفهسيِّ؛ فقد وصفَه بخطِّهِ بمفيدِنا، وتنبَّهَ، وبَرَعَ في الفقه وأصولِه، والنحوِ والتصوُّف، وأتقن جملةً من ألفاظِ الحديثِ، وغريبِ الروايةِ، وشَرَح "المنهاجَ الفرعيَّ" شرحًا حسنًا مختصرًا في ثلاثِ مجلدات، سماه "المشرعَ الرويَّ في شرحِ


(١) "الزبد" في الفقه الشافعي، لأبي القاسم هبة الله بن نجم الدين عبد الرحيم، المعروف بالبارزي، المتوفي سنة ٧٣٨ هـ، ونظمه أحمد بن الحسين، المعروف بابن رسلان، المتوفى سنة ٨٤٤ هـ. "الدرر الكامنة" ٤/ ٤٠١، و"الضوء اللامع" ١/ ٢٨٢، و"هدية العارفين" ٢/ ٢١١.