للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يثني على والده (١)، ويقولَ: إنَّه كانَ يتمنَّى ولدًا ذكَرًا- بعدَ أنْ صَحَّحَ أكثرَهُ ابتداءً على يعقوبِ بنِ جمال، بل كانَ قرأ في سنةِ عشرينَ على الشَّرفِ مؤلِّفِه بعضَه، وأجازه، وقرأه بحثًا وتصحيحًا على السِّراج عمرَ ابن الغرَّافِ بإشارةِ القاضي شرفِ الدِّينِ الأُميوطيِّ، وبعضَ الفِقْهِ على أبي جبيرٍ عيسى الظَّفَارِيِّ، وكذا على الفخرِ ابنِ مسكين (٢) في مجاورتِهِ بالمدينةِ شيئًا من الفقه، والميقاتَ على الشيخِ محمَّدِ بنِ كاملٍ الحسرميِّ (٣)، وشيئًا في فرائض "الوسيط"، و"المغني" بحثًا على النَّجمِ الأصفونيِّ (٤)، ولازمَ القصريَّ حتَّى تلا عليه للسَّبعِ، وصَحِبَه، وتهذَّبَ به، وكانَ يقرأ له في مواعيدِهِ، وقرأ ثلاثةَ أرباعِ القرآنِ عند السبتيِّ المؤدِّبِ، أحدِ مَن انتفعَ عليه عدَّةٌ من كبارِ الأبناءِ.

وكانَ أبو عبدِ اللَّه ابنُ فرحونٍ والشيخُ عمرُ الخرَّازُ يقولان له: كانَ أبوكَ من الأولياءِ، مِمَّنْ يَسألُ اَللّه ولدًا ذكَرًا يحفظُ القرآنَ، فأُجيبَ فيك، وكذا كان افتخارُ الدِّين ياقوتٌ (٥)، شيخُ الخدَّام يقولُ: نحنُ عرفنا أنَّ اللَّه استجابَ دعاءَ


(١) أي: على والد المترجَم.
(٢) أبو الفضائل محمَّدُ بنُ عليٍّ، الفخر ابن مسكين المصريُّ، الفقيهُ الشَّافعيُّ، كان ذا حافظةٍ عجيبة، مولده سنة ٦٩١ هـ، ووفاته سنة ٧٥١ هـ. "طبقات الإسنوي" ٢/ ٢٦٠، و"طبقات الشافعية الكبرى" ٩/ ١٨٨، و"الدرر الكامنة" ٤/ ٥١.
(٣) ستأتي ترجمته في الكتاب.
(٤) نجمُ الدِّين، الحسينُ بنُ عليٍّ، الفقيه الشافعيُّ، الأُسواني، الأَصْفُونيُّ، تقدم.
(٥) ياقوتُ بنُ عبدِ اللَّه، خادمُ الحرم النبويِّ، كان ديِّنًا، له مواظبةٌ على سماع الحديث، ومطالعة الكتب، ومواظبةٌ على الصلاة في الصف الأول، توفي سنة ٧٨١ هـ. ترجمته في "نصيحة المشاور"، ص: ٤٩، و "المغانم المطابة" ٣/ ١٣١٥، و"الدرر الكامنة" ٤/ ٤٠٨.