للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبيكَ فيكَ؛ فإنَّه كان جارَنا، فكنتُ أسمعُه غيرّ مرَّةٍ يتمنَّى على الله ولدًا ذكرًا يحفظ القرآن، فبلَّغه الله مقصودَه.

وكانَ الافتخارُ يقولُ عن صاحبِ الترجمةِ: هذا سيِّدُ الناس.

وسمع على الزُّبيرِ بنِ عليٍّ الأُسوانيِّ، والجمالِ المطريِّ، وأبي عبدِ اللَّه القصريِّ، وقالَ: إنَّه صحبَه سنةَ ثمانيةَ عشرة، وسنةَ عشرين بعدَ السبعِ مئةٍ في الَمدينة، وكانَ يقرأ له في مواعيدِ وَعْظِهِ شيئًا من القرآن، والحديثِ، ويفسِّرهُ للناسِ، وَيَعِظُهُم في المسجد النبويِّ بعضَ الأوقاتِ في رُواقِ المسجِدِ المقابلِ لقبَّةِ الزَّيتِ (١)، وأحيانًا في صحن المسجد قُبالة القُبَّة، وعندَ بابِ الرحمة.

قلت: وأفردَ له ترجمةً سماها "الدُّرَّةُ الفصيحةُ في مناقبِ شيخِ الصِّدقِ والنصيحةِ"، قرأ عليه معظمَهُ أبو حامدٍ المطريُّ، وسمعَ جميعَهُ عليه أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ موسى المحليُّ، سبطُ الزُّبيرِ مع "المجالس المكية"، وغيرها.

وكذا جمع كتابًا ذَكَرَ فيه جماعةً ممَّن رآه وعَرَفَهُ مِن العلماء والصالحين والقضاة، وخدَّامِ الحرمِ، وعوامِّ المسلمين المدنيينَ، وغيرهم، وسماه "تاريخ المدينة"، طالعتُهُ، ونقلتُ منه.

وأجاز له الرَّضيُّ الطبريُّ، وعبد الرَّحمنُ بنُ مخلوفٍ، وعمر العُتبيُّ (٢)، والوانيُّ، والخُتَنيُّ، وزينبُ ابنة شكَر، وأقرأ وأفاد، وتصدَّى للإقراء بالسَّبع وغيرها قديمًا،


(١) كذا في الأصل، وفي المطبوعة: الزيت؟
(٢) عمرُ بنُ محمَّدٍ، الإسكندرانيُّ، عالم بالحديث، وفقيهٌ شافعيٌّ، ولد سنة ٦٣٩ هـ، وتوفي سنة ٧٢٤ هـ. "الدرر الكامنة" ٣/ ١٩١، و"شذرات الذهب" ٦/ ٦٤.