ونابَ في الخطابة والإمامة، والقضاءِ عن قاضي الحرمين المحبِّ النويريِّ، وغيره من المصريين، فإنَّه قالَ: واستنابَني الشَّرفُ الأُميوطيُّ سنةَ خمسٍ وأربعين في الإمامة والخطابة حينَ رجعَ من مصرَ، وكنتُ صلَّيتُ بالناس في غيبتِه بمصرَ بعض الصلوات.
وكانَ فاضلًا، خيِّرًا، عارفًا بالقراءات، ذا خِبرَةٍ، وديانة، شيخَ القُرَّاء بطيبةَ، بل وصفَه بعضهم بالشَّيخِ المُسنِدِ المقرئ.
وقد عرضَ عليه أبو اليمنِ ابنُ المراغيِّ في سنةِ خمسٍ وسبعين وبعدَها، ولم يُجز، وحجَّ مرارًا، أوَّلُها سنةَ أربعٍ وعشرين، ماتَ بالمدينةِ في تاسعِ المحرَّمِ سنةَ خمسٍ وثمانين وسبعِ مئةٍ، عن اثنتين وثمانين سنةً.
ومِنْ نَظْمِهِ مِمَّا كتبه إلى الفخرِ المصريِّ حينَ أقامَ بالمدينة أشهرًا، ورامَ الرجوعَ لمكَّة يُرغِّبُه في الإقامةِ، وتركِ المفارقة، فقالَ: