للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شيخُ الحرمِ ومفتيه. بل مفتي الحرمينِ، حسبما وصفَه به شيخُه الفقيهُ جمالُ الدِّين ابنُ خُشيشٍ (١)، إذ قرأ عليه مؤلَّفه "المقتضب" (٢) في سنةِ أربعٍ وستين وستِّ مئةٍ، بحيثُ أدخلْتُهُ في هذا الديوانِ معَ إمكانِ التوقُّفِ فيه، وأنَّهُ إنما أرادَ قصدَهُ بالفتوى من الحرَمِ المدنيِّ.

وُلدَ في أيامِ التشريقِ سنةَ ثلاثٍ وثلاثين وستِّ مئةٍ بِمِنَىً، ونشأ بمكَّةَ، فسمعَ على محمَّدِ بنِ عليٍّ الطبريّ (٣)، وابن مُسْديٍّ، وأبى إليُمنِ ابنِ عساكرَ، وكذا سمعَ على ابنِ بنتِ الجُمَّيزيِّ (٤)، وابنِ أبي الفضلِ المرسيِّ (٥)، وحدَّثَ، سَمِعَ منه العلاءُ العطَّارُ، والبِرزاليُّ، وذكره في "معجمه"، والنَّجمُ ابنَ عبدِ الحميدِ (٦)، وماتَ قبلَهُ،


(١) محمَّد بن عيسى، مفتي الحرم، ستأتي ترجمته.
(٢) في الفقه الشافعي، وهو كتاب حسن، كما ذكره الفاسي في "العقد الثمين" ٢/ ٢٤٦.
(٣) الرَّضيُّ الطبريُّ، المكيُّ، المعروف بابن النَّجَّار، توفي بمكَّة سنة ٦٦٥ هـ. "ملء العيبة"
٥/ ١٣٨، و"العقد الثمين" ٢/ ١٥١.
(٤) عليُّ بنُ هبةِ الله، شيخ الديار المصرية، كان مفتيًا ومقرئًا، ومحدِّثا، توفي سنة ٦٤٩ هـ. "ذيل الروضتنن"، ص: ١٨٧، و"سير أعلام النبلاء" ٢٣/ ٢٥٣، و"طبقات الشافعية الكبرى" ٨/ ٣٠١.
(٥) شرف الدِّين محمَّدُ بنُ عبدِ الله، الأندلسيُّ، كان محدِّثا مفسِّرًا نحويًا، توفي سنة ٦٥٥ هـ. له: "تفسير القرآن"، لم يتمَّ. "ذيل الروضتين"، ص: ١٩٥، و"معجم الأدباء" ١٨/ ٢٠٩، و"طبقات الشافعية الكبرى" ٨/ ٦٩.
(٦) نجمُ الدِّين، محمَّدٌ الأصغرُ بنُ عبد الحميد، المصري، نزيل مكَّة، المالكي، محدِّث، رحل إلى دمشق والإسكندرية، مولده سنة ٦٤٥ هـ ووفاته سنة ٦٩٣ هـ."العقد الثمين" ٢/ ٩٦، وذكره ابن حجر في "الدرر الكامنة" ٣/ ٤٩٣، استطردًا في ترجمة أخيه محمَّد.