للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وابنُ رُشيدٍ (١)، وقال (٢): إنه كان شديدَ العارِضَةِ (٣)، حديدَ النَّظَرِ، متعرِّضًا لإيراد الشُّبَهِ، أحدَ العلماءِ العاملينَ الآمرينَ بالمعروفِ والنَّاهِينَ عن المنكرِ، وعليه مدارُ الفتيا أيامَ الموسمِ.

وقالَ البِرزاليُّ: كان شيخًا جليلَ القَدْرِ، عالمًا، مُتَديِّنًا، له معرفةٌ بالفقهِ على مذهبِ الشافعيِّ، وعليه مدارُ الفتوى بمكَّةَ معتَمَدًا فيها؛ وإنْ كانَ المحبُّ الطبريُّ شيخَ الجماعة، قوَّالًا بالحقِّ، آمرًا بالمعروفِ ناهيًا عن المنكرِ، له في القلوب الجلالة، ويُتوسَّل به في الحوائج، ناسكًا صالحًا، دائمَ الصِّيامِ والطَّوافِ، قاضيًا لحوائجِ الناسِ، مَن قصَدَهُ مشى معه متواضعًا، يعرف "التنبيه" مسألةً مسألة، ويحفظ "المفصَّل" (٤)، ويعرف طُرَقًا (٥) من العربيَّةِ، وقالَ الذَّهبيُّ (٦) -وله منه إجازة-: كانَ


(١) أبو عبدِ الله، محمَّدُ بنُ عمر الفِهريُّ، حافظ المغرب، له: "ترجمان التراجم على أبواب البخاري"، أطال فيه النَّفَس، ولم يكمل. توفي سنة ٧٢١ هـ. "الوافي" ٤/ ٢٨٤، و "غاية النهاية" ٢/ ٢١٩، و "الدرر الكامنة" ٤/ ١١١.
(٢) في رحلته المسمَّاة "مِلء العَيبة بما جمع طول الغيبة في الوجهة الشريفة إلى الحرمين مكَّة وطيبة" ٥/ ١٣١، ١٢٩.
(٣) تحرَّفت في الأصل إلى: المعارضة؟!، والتصويب من: "ملء العيبة".
والعارضةُ: البيانُ واللَّسَن. "القاموس": عرض.
(٤) كتابٌ في النحو، للزمخشري، مطبوع.
(٥) هكذا ضبطت في الأصل، ولعل صوابها: طَرَفًا.
(٦) "العبر" ٣/ ٣٨٨، و"معجم الشيوخ" ٢/ ٣١٥.