للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابنِ الرِّفعةِ (١)، وقرأ القراءات على الشَطَنَوفيِّ (٢)، وكان بَشوشًا، محُاسِنًا للأصحاب، حليمًا، كريمًا، جوادًا، تكسَّبَ بالشهادَةِ في القاهرة، فلمَّا وَلِيَ القضاءَ ثقُلَ به فما حمله، ولم يَقُمْ بِرَسْمِهِ ولا شرطه؛ لأنه لم يلتحق بمن قبلَهُ في علومهم، ولا في قيامهم بِحُرمَةِ المنصبِ، فأقبلَ على السياسَةِ والمسالمة، ومعَ ذلك فاشتغلَ النَّاسُ به، وطَعَنُوا عليه بأنه لم يجتمع فيه الشُّروطُ والرُّسومُ في الخطابة، وهي العِلْمُ بالقراءات. يعني على وجوهها (٣)، وبالأصلينِ، وغيرِ ذلك، وبكونه إذا دخل الحجرة النَّبوية للزِّيارة يقبِّل الأرض عند تمثُّله بينَ يدي النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وبأشياءَ لا يليقُ ذكرُها، فكانَ ذلك سببًا لعزله. هذا مع أنَّ أميرَ المدينةِ سعدًا (٤) -وكانت ولايتُهُما في سنة واحدة- أمر بالنِّداء بالمدينةِ في ثامنِ عشري ذي الحجَّةِ مِن سنةِ ولايتِهما أنْ لا يحكمَ بالمدينةِ مَعَهُ غيرُهُ، وتقوَّتْ بذلك السُّنَّةُ، كما سبقَ في ترجمة سعدٍ.


(١) أحمدُ بنُ محمَّدٍ، المعروفُ بابنِ الرِّفعةِ، شيخ الشَّافعية في زمانه، له: "الكفاية شرح التنبيه"، و "حكم المكيال والميزان"، مولده سنة ٦٤٥ هـ، ووفاته ٧١٠ هـ. "طبقات الشافعية الكبرى" ٩/ ٢٤، و"طبقات الإسنوي" ١/ ٢٩٦، و"الدرر الكامنة" ١/ ٢٨٤.
(٢) نور الدِّين، عليُّ بن يوسف الشَّطَنَوفيُّ، شيخ الإقراء بالدِّيار المِصرية. أقرأَ بالأزهر، وتكاثرت عليه الطلبة، له: "مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني" أتى فيه بعجائب، مولده سنة ٦٤٤ هـ ووفاته سنة ٧١٣ هـ. "معرفة القراء الكبار" ٢/ ٧٤٢، و"غاية النهاية" ١/ ٥٨٥، و"الدرر الكامنة" ٣/ ١٤١.
(٣) في المخطوطة: وجهوها؟
(٤) سعد بن ثابت بن جمَّاز، تقدَّمت ترجمته في موضعها.