للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخشَّابِ (١)، وبعثَ قاضي القضاةِ في وسط السَّنَةِ نَجَّاثًا (٢) للمدينة بعزلِهِ، واستنجازِ مَحْضَرٍ بصدقِ ما شُهِدَ به عليه بالقاهرةِ، فتقدَّمتُ (٣) لذلك، وأثبتُّ محضرًا به، وبعث إليَّ البدرُ ابنُ الخشَّاب يسألُ في القيامِ بالوظيفةِ نيابةً عنه، فرأيتُ تعيُّن ذلك عليَّ لضيعةِ المنصبِ، وكانَ الأمير شيخو (٤) يشدُّ منِ ابنِ السَّبْعِ، فاستنجزَ له مرسومًا بالكشفِ عليه في المدينة، وبعثَه مع أميرِ الرَّكب المصريِّ سيفِ الدِّين عمرَ شاه، وبعثَ معه خِلعةً وتقليدًا، فوقع لي مجلسٌ عظيمٌ مع الأمير المذكور، والإمامِ ابنِ النقَّاش (٥)، وغيرِهما من المتعصِّبينَ له، وردَّهم الله بالحقِّ، ورجعَ الأميرُ بالمرسومِ والخلعةِ.

واستمرَّ البدرُ ابنُ الخشابِ على ولايته، فلم يلبَثْ إلا يسيرًا، وساعده شيخو أيضًا بسعايةِ علاء الدِّين عليٍّ ابنِ صاحبِ الترجمة (٦)، -يعني الذي حدَّثنا عنه بـ


(١) إبراهيمُ بنُ أحمدَ القرشيُّ، المخزوميُّ، تقدَّمت ترجمته.
(٢) تحرَّفت في الأصل إلى: نجابا!؟ قال ابن منظور: رجلٌ نجَّاثٌ: بحَّاثٌ عن الأخبار، ورجلٌ نجَّاثٌ ونَجِثٌ: يتتبع الأخبار ويستخرجها. "لسان العرب": نجث.
(٣) القائل هو ابن فرحون، إذ كان قاضيًا بالمدينة.
(٤) شيخو الفارابي، الناصريُّ، أحد الأمراء بمصر والشام، مات بمصر سنة ٧٥٢ هـ. ترجم له باختصار في "الدرر الكامنة" ٢/ ١٩٦.
(٥) شمس الدِّين، محمَّدُ بنُ عليٍّ، أبو أُمامة ابن النَّقَّاش، المصريُّ، فقيهٌ شافعيٌّ، مفسِّرٌ، وواعظ مؤثِّر،، له: "شرح العمدة"، و"تخريج أحاديث الرافعي"، مولده سنة ٧٢٠ هـ، ووفاته سنة ٧٦٣ هـ. "درر العقود الفريدة" ٣/ ٣٧٤، و"وفيات ابن رافع" ٢/ ٢٤٨، و"الدرر الكامنة" ٤/ ٧١.
(٦) سيأتي ذكره آخر الترجمة.