للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الباطل، مُقتفي سَننِ أولي التَّحقيقِ الأتقياءِ، وبقيَّةِ أهلِ التَّصنيفِ والإملاء، بقيةِ السلَف، وذُخرِ الخلَف، ذي النَّفس الزَّكية، والهِمَّة العلية، قاضي القضاة تاجِ الدِّين أبي عبدِ الله ابنِ الشَّيخِ فخرِ الدِّينِ ابنِ الشَّيخِ الإمامِ جمالِ الدِّين، ووصفه: بالإمامِ، والخطيبِ بالرَّوضة النبويَّةِ، وهو ممَّنْ قرأ الكتابَ على مصنِّفه في سنةِ خمس وستينَ بالمدينةِ، وأثبتَ له المؤلِّفُ ذلك بِخَطِّهِ، ووصفَهُ: بالإمامِ العالمِ، العاملِ، وكتبَ له الشَّيخُ نور الدِّين الزَّرَنْديُّ على ظهر النُّسخَةِ، المشار إليها قوله:

هنيئًا لأربابِ العلوم جميعِها … ولا سيَّما علم الأصولِ بمُختصَرْ

كتابٌ جَليلٌ ذو فوائدَ جمَّةٍ … ولم يخلُ مِن تَحصيلِه مَن لهُ بَصرْ

حوَى كلَّ ما تحوي التآليفُ فاغتدى … عن الكلِّ مُستغْننِ وكلٌّ لهُ افتَقرْ

وقرَّ عيونًا من أولي العين جمعةً (١) … وما منهمُ إلا لفضلٍ بهِ أقرْ

بهِ فَخرُ أهلِ العلم شَرقًا ومَغرِبًا … فلا غَروَ (٢) إذ كانَ المسمَّى بمُفتَخَرْ

فجامعُهُ في العلم قلْ فيه ما تشا … بلا حَرج حِبرٌ كبحرٍ إذا زخَرْ

فلا زالَ تاجًا للعلوم وللعُلا … يؤلِّفُ ما يَبقى لهُ خيرَ مُدَّخرْ

وقالَ ابنُ فرحون (٣): محمَّدُ بنُ عثمانَ، التَّاجُ الصَّلْخَديُّ، ثمَّ الكَرَكيُّ، الشافعيُّ، هو: الشَّيخُ الإمام، العلامة المتفنِّنُ، ولي القضاءَ، والخطابةَ، والإمامةَ، بعد موتِ


(١) في الأصل: من أولي العيون جميعه. وهو مكسور.
(٢) أي: لا عجبَ. "القاموس": غرا.
(٣) "نصيحة المشاور"، ص: ٢٢٩.