للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قُصدتِ في العام وهذا الذي … لم يخلُ يومًا كيرَ مقصودِ (١)

ثمَّ حُمل إلى مدينةِ الرسولِ -صلى الله عليه وسلم-، ودُفِنَ بِتُربَتِهِ بعد أن أُدخلَ المسجدَ الشريف، وطيف به حولَ حُجْرَةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- (٢)، وأنشدَ الشخص هناك (٣):

سرَى نعشُهُ فوقَ الرِّقابَ وطالَ ما … سرَى جُودُه فوقَ الرِّكابِ ونائلُهْ

يمرُّ على الوادي فتُثني رِمالُهُ … علية، وبالنادي فتبكي أراملُهْ (٤)

ويحكى أنَّ بعضهم رمى عليه من فوق سطح فردة لما حوت (٥) في مروره ببعض شوارع الموصل، وأخطأتْهُ، ولو وقعتْ عليه قَتَلَتْهُ، فبادرَ أتباعُهُ، ومسكوه فلمَّا أُحضر إليه، قال له: ما حملك على هذا؟ قال: رأيتُكَ في غاية الكرم، ومحبَّةِ الناسِ لكَ في الدُّنيا، ولم يكن لي شيءٌ أتقرَّب به إليكَ إلا رُوحي، فقلت: لعلِّي أقتلكَ فتدخلَ الجنَّةَ، وأكونَ فداك، فأعجبَهُ، وعفا عنه.


(١) فيا عجبًا، كيف أدى الغلو بأصحابه إلى هذا القول بأن يمدح بهذه الدرجة حتى غدا عندهم أعظم من الكعبة فى قصد الناس إليها، بل إن قصد الناس الميت من المحاذير الشرعية الخطيرة، فكن على حذر.
(٢) الطواف حول قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أو بغيره من القبور من أشنع البدع وأقبحها، لأن الطواف عبادة لم يشرعها الله إلا حول بيته العتيق لقوله تعالى {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} وهو وسيلة من أقرب الوسائل المفضية إلى الشرك، وكذا الطواف بالميت حول القبر أشد وأنكى.
(٣) القبور ليست محلا للإنشاد والمراثي بل هي للسلام على المؤمنين والدعاء لهم وللاتعاظ بتذكر الآخرة.
(٤) البيتان للقاضي أبي يعلى حمزة بن عبد الرزاق يرثي بها أبا المتوج مقلَّد بن نصر الكناني، صاحب قلعة شيزر، وانظر: "وفيات الأعيان" ٢/ ١١٨.
(٥) غير واضحة في الأصل.