للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأنا مُنْكَسِرٌ، فدخلتُ المسجدَ، وقعدتُ عندَ القبرِ الشَّريفِ، فلم ألبَثْ أنْ جاءني، وأنا على تلك الحالَةِ، وقال: قُمْ، فقد جاءَ فيك شفيعٌ لا يُردُّ، انتهى.

وهذه منقبةٌ عظيمةٌ لكلٍّ منهما، وقد ترجمه المنذريُّ (١) بأنَّه: تلا بالرِّواياتِ على أبي القاسمِ الشَّاطبيِّ، وسَمِعَ منه، وَمِنْ جماعةٍ من شيوخِ مصرَ، وكذا سَمِعَ بِمَكَّةَ، وإسكندريَّةَ، وحدَّثَ، وأقرأَ، وانتفعَ به جماعةٌ، وحجَّ مرارًا، وأكثرَ المجاورةَ عندَ قبر الرَّسولِ -صلى الله عليه وسلم-، وبَرَعَ في التفسيرِ، والأدَبِ، وكانَ له القَبُولُ التَّامُّ بين الخاصِّ والعامِّ، مثابرًا على قضاءِ حوائجِ النَّاسِ، سمعتُ منه، وسمعتُهُ يذكرُ ما يدلُّ على أنَّ مولِدَهُ سنةَ ثمانٍ أو سبعٍ وخمسينَ وخمسِ مِئَةٍ، وتُوُفِّيَ في ليلةِ مستهلِّ صفرَ سنةَ إحدى وثلاثينَ وسِتِّ مِئَةٍ.

ورأيتُ غيرَهُ أرَّخَهُ في سنةِ تسعٍ وعشرينَ وستِّ مِئَةٍ بالمدينةِ النبويَّةِ، والقولانِ حكاهما التقيُّ الفاسيُّ (٢)، فأوَّلهما: عن المنذريِّ (٣)، والرَّشيدِ العطَّارِ، وابنِ المسديِّ، والذَّهبيِّ (٤)، وثانيهما: عن غيرِهِ، وخطَّأَهُ، وطوَّلَ ترجمَتَهُ، ومِمَّن يَروي عنه القطبُ القسطلانيُّ، - وأنشدَ له من نَظْمِهِ:

لو كنتُ أعقِلُ ما أطبقْتُ مُقلتيَ … وكانَ دَمعي على الخدَّينِ يَستبِقُ


(١) "التكملة لوفيات النقلة" ٣/ ٣٥٨.
(٢) "العقد الثمين" ٢/ ٢٣٧.
(٣) "التكملة لوفيات النقلة" ٣/ ٣٥٨.
(٤) "تاريخ الإسلام"، ص: ٤٦٧٩، و"معرفة القراء الكبار" ٢/ ٦٣٩.