للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كأنَّنِي شمعةٌ يبدو تَوقُّدُها … لمَنْ أرادَ اهتداءً وهيَ تحترقُ

- وأبو العباس، أحمدُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ المِرَى، الحورانيُّ (١)، وقالَ: إنَّهُ قالَ له: إنه رأى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- في المنام، فسأله أن يعلِّمَهُ كلماتٍ في الاستخارَةِ، فعلَّمَهُ: اللَّهمَّ ربَّ محمَّدٍ، أسألك بترابِهِ الطيِّبِ الطاهرِ، وما ضمَّه من أعضائِهِ، ورفعتَهُ به إلى مَلَكُوتِكَ، الأعلى، أن تعزِمَ لي على أحبِّ الأمورِ إليكَ مِنِّي، ولا تَكِلَنِي إلى نفسي طرفةَ عين، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله، تقوله ثلاثًا (٢).

وكانَ إذا جاءَهُ أحدٌ من الأشراف يقومُ له، ويستمرُّ قائمًا حتى يقضيَ الشريفُ حاجتَهُ، أو ينصرِفَ، أو يجلِسَ، وله أخبارٌ مع الملكِ الكاملِ (٣) في حَقِّ شرفاءِ المدينةِ، وتعظيمِهم، ومِمَّن كانَ قريبًا من تاريخه مِن قرطبةَ، ثلاثةُ علماءَ، وهم:

أبو العبَّاسِ، أحمدُ بنُ عليٍّ (٤)، صاحبُ "المُفهِم" (٥)، ماتَ سنةَ ستٍّ وخمسينَ وستِّ مِئَةٍ.


(١) تقي الدين الحورانيُّ، الشَّاميُّ، نزيل مكة، محدِّثٌ، صالحٌ، مولده سنة ٥٨٣ هـ، ووفاته سنة ٦٦٧ هـ. "تذكرة الحفاظ" ٤/ ١٤٧٦، و"الوافي" ٧/ ١٦٠، و"ذيل التقييد" ١/ ٣٤٢.
(٢) المناماتُ لا يؤخذ منها أحكام ولا تشريعات، وأفضل الاستخارات الاستخارة النبوية التي جاءت بها الأحاديث الصحيحة.
(٣) الملكُ الكاملُ، محمَّدُ بنُ شهابِ الدِّين غازي الأيوبيُّ، تملك ميَّافارقين وآمد، وكانَ عاقلًا شجاعًا مهيبًا، حاصره عسكر هولاكو نحوًا من عشرين شهرًا، حتى فني الناسُ جوعًا ووباءً، ثم أُخذ وقتلَ، رحمه الله سنة ٦٥٨ هـ. "ذيل الروضتين" ص: ٢٠٥، و"الوافي" ٤/ ٣٠٦، و"سير أعلام النبلاء" ٢٣/ ٢٠١.
(٤) ترجمته في "الوافي" ٧/ ٢٦٤، و"ذيل التقييد" ١/ ٣٦١، والصحيح أنَّ اسم أبيه: عمر.
(٥) "المفهم بشرح صحيح مسلم"، مطبوع.