للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ممَّن أخذَ عن أبي الحسينِ عبيدِ اللهِ بنِ أبي الرَّبيعِ (١)، وبالغَ في تعظيمِهِ رفيقًا لأبي عبدِ اللهِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ عليٍّ بنِ حُريثٍ حسبما يأتي في ترجَمَتِهِ (٢) مع شيءٍ يدخُلُ في ترجمة القصريِّ.

قالَ ابنُ فرحونٍ (٣): هو شيخُنا، الإمامُ، العلَّامةُ الأستاذُ المقرئُ، الوليُّ المحقِّقُ، السَّريُّ، أبو عبدِ الله، جاورَ بالمدينةِ ثلاثَ مراتٍ بعد سبعِ مِئَةٍ، عام تسعٍ، ثُمَّ ثامنَ عشرَ، ثم عشرينَ، وكانَ عالمَ زمانِهِ بالقراءاتِ، مشهورًا بالكراماتِ، قرأتُ عليه، وأخذتُ عنه، وجوَّدتُ القرآنَ عنده، فرأيتُ من سَنِيِّ أحوالِهِ ما لم أَرَهُ في أحدٍ من أقرانِهِ، وقد ذَكرَ لي مَن أثِقُ به عنه أنه ظهرَ حالُهُ في تونسَ ظهورًا عظيمًا، واتَّبعَهُ خلقٌ كثيرٌ، واعتقدَهُ الخاصَّةُ والعامَّةُ حتى خافَ منه صاحبُها، وخَشِيَ على مُلْكِهِ منه، فأمره بالانتقالِ عنه، لأنه لو أمرَ الناسَ بِخَلْعِهِ لفَعَلُوا، وقد قيل لي: إنَّه فَكَّ في يومٍ واحدٍ كثيرًا من الأسرى من أيدي الإفرنجِ بأموالٍ لا تُعدُّ ولا تحصى، وكانَ إذا تكلَّم في ميعادِهِ بها على ما في الكرمِ والجودِ والإحسانِ إلى الخلقِ وتركِ


(١) عبيدُ اللهِ بنُ أحمدَ، -وأبو الربيعِ جدُّ أبيه-، الإشبيلي، من علماء العربية المشاركين في العلوم، له "الملخص في ضبط قواعد العربية"، مطبوع، مولده سنة ٥٩٩ هـ، ووفاته سنة ٦٨٨ هـ. "عنوان الدراية"، ص: ٣١٨، و"صلة الصلة" ص: ٨٣، و"بغية الوعاة" ٢/ ١٢٥.
(٢) ترجمة محمُّدِ بنِ حريثٍ في القسم المفقود من الكتاب.
وهو العبدريُّ، البلنسيُّ، السبتيُّ، من علماء الحديث، كان خطيبًا بسبتة، ثمَّ حجَّ وجاور بمكة، ومات فيها سنة ٧٢٢ هـ. عن إحدى وثمانين سنة. "نصيحة المشاور"، ص: ٨٣، و"الوافي" ١/ ٢٣٢، و"الدرر الكامنة" ٤/ ١٩٩.
(٣) "نصيحة المشار"، ص: ٨٤.