للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

البُلقينيِّ (١)، والوليِّ ابنِ قُطْبٍ (٢)، ونورِ الدِّين ابنِ عَميرةَ، وغيرِهم يسيرًا، ونابَ في القضاءِ بالدمايرِ، وديسطَ، وبساطٍ من أعمال المحلَّةِ عن قاضيها، وكانَ ذلك سببَ رِئَاستَهِ، فإنَّ الأشرفَ برسْبَايَ حينَ كانَ أحدَ المقدَّمينَ في الأيام المؤيَّدِيَّةِ، نزلَ -لما استقرَّ في كشفِ الجسور بالغربيَّةِ- المحلَّةَ على عادَةِ الكشاف انجفلَ منه أهل ديسطَ، وعدوا إلى شارمساحَ، فانزعجَ [من] ذلكَ خوفًا من المؤيَّدِ (٣)، سيَّما وهو كانَ يكرهُهُ، فقام الولويُّ (٤) في استرجاعِ أهل البَلَدِ بِسِياسةٍ، وبالغَ مع ذلك في إكرامِهِ، والوقوفِ في خدمَتِهِ، فرعى له ذلك، فلمَّا استقرَّ في السلطَنَةِ كان حينئذٍ مجاورًا بِمَكَّةَ، فأمر أميرَ الحاجِّ باستصحابِهِ مَعَهُ، فقَدِمَ بِمُفْرَدهٍ، وأرسلَ بِعِيالِهِ إلى المحلَّةِ، فأكرَمَهُ غايةَ الإكرامِ، بل وجهَّز سِرًّا مَن أحضرَ عيالَهُ بغير عَلْمِهِ،


(١) جعفرُ بنُ أبي بكرٍ البُلقينيُّ، القاهريُّ، ابنُ أخي العلامة سراجِ الدِّين البلقيني، كان فقيهًا شافعيًا، متواضعًا، ناب في الحكم، وولي قضاء بعض البلاد، مثل: سَمَنُّود، لم تُذكر سنة وفاته. ذكره ابن حجر باختصار في "إنباء الغمر" ١/ ٢٥، في ترجمة أبيه المتوفى سنة ٧٧٣ هـ، و"الضوء اللامع" ٣/ ٧٠.
(٢) محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ أبي بكر المحلِّيُّ، وليُّ الدِّين، يُعرف بابن مُراوح، وبابن قطب، وهو به أشهر، كان فقيهًا شافعيًا، محدِّثًا، أخذ عن العراقيِّ، وابن الملقِّن، وتصدَّى للإقراء بجامع المحلة، مولده سنة ٧٦٥ هـ، ووفاته سنة ٨٤٦ هـ. "الضوء اللامع" ٩/ ٦١.
(٣) الملِكُ المؤيَّدُ، واسمه شيخُ بنُ عبدِ الله المحموديُّ، الجركسيُّ، ملك مصر، لمدة ثماني سنين، وأقام في الملك عشرين سنة ما بين نائب ومتغلِّبٍ وسلطان، كان شجاعًا كثير الرجوع للحق، وأيام حروب وخطوب كثيرة، وُلد سنة ٧٧٠ هـ، و توفي سنة ٨٢٤ هـ. "إنباء الغمر" ٧/ ٤٣٥، وله ترجمة طويلة جدا في: "درر العقود الفريدة" ٢/ ١٢٥، و"الضوء اللامع" ٣/ ٣٠٨.
(٤) في الأصل: الولي، وهو خطأ، والتصويب من "الضوء اللامع".