للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واشترى له منزلًا في السَّبع قاعاتٍ، وزادَ في رِفْعَتِهِ، ونادَمَهُ، فَرَغِبَ في حُسْنِ محاضرتِهِ، وخفَّةِ روحِهِ، ولُطفِ مداعبَتِهِ هذا مع إفراط سِمَنِهِ، وعزَّ ترقِّيه (١) على الزَّين عبدِ الباسطِ (٢) قبل اختبارِهِ، فلمَّا خَبرَهُ حَسُنَ موقعُهُ عندَهُ، فزاد أيضًا في تقريبِهِ، فتكامَلَتْ حينئذٍ سعادَتُهُ، وأثرى جِدًّا، وصارَ أحدَ الأعيانِ، وازدَحَمَ النَّاسُ على بابِهِ.

وأُضيفَ إليه قضاءُ سَمنُّودَ وأعمالهُا، وطُوخَ، ومُنيةِ غزالٍ، والنحراويَّةِ، استقرَّ فيها عن ابن الشيخِ يحيى، وقطيا عن الشِّهابِ ابنِ مكنونٍ (٣)، ودمياطَ، ثمَّ استقرَّ فيها عِوضَهُ الكمالُ ابنُ البارزيِّ.

ونظر دار الضَّربِ عن الشَّرفِ ابن نصرِ الله (٤)، وغيرِ ذلك من الحماياتِ، والمستأجراتِ، وعُرضَتْ عليه الحِسبَةُ، بل وكتابةُ السرِّ فيما بَلَغَنِي، فأبى، ورامَ


(١) في الأصل: ترقيقه، وهو خطأ، والتصويب من "الضوء اللامع".
(٢) عبدُ الباسطِ بنُ خليلٍ، الزَّينُ الدِّمشقيُّ، من كبار موظفي الدَّولة، تولَّى نظر الخزانة والكتابة بمصر، وترقَّى في وظائف الدَّولة، حتى صار مدبِّر المملكة، ثم سُجن، مولده سنة ٧٨٤ هـ، ووفاته سنة ٨٥٤ هـ. "إنباء الغمر" ٩/ ٧٦، و"الضوء اللامع" ٣/ ٢٤.
(٣) الشِّهابُ أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ مكنونٍ، الفقيه الشافعيُّ، القاضي، كان يستحضر كتاب "الحاوي"، ولي قضاء قطية بعد أبيه، مولده سنة ٧٧٩ هـ، ووفاته سنة ٨٢٩ هـ. "إنباء الغمر" ٨/ ١٠٩ و "الضوء اللامع" ٢/ ٢٠٨.
(٤) الشَّرفُ، محمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ بنِ نصرِ الله الفويُّ، كان كاتب الإنشاء، وعلا أمره في أيام الظاهر ططر،، كان صاحب مكارم وأفضال، مولده سنة ٧٩٧ هـ، ووفاته سنة ٨٣٣ هـ. "درر العقود الفريدة" ٣/ ٣٨٢، و"إنباء الغمر" ٨/ ٢٢٠، و "الضوء اللامع" ٨/ ١٣٨.