قال ابن فرحون ص ٤٤: وممَّا للشَّيخِ الحَرِيرِيِّ مِنَ الآثَارِ الحسَنَةِ: تَبْطِيلُ الطَّوافِ بالشُّعَلِ مِنْ جَريدِ النَّخْلِ، وتبدِيلُها بِالفَوَانِيسِ الَّتِي يَطُوفُونَ بها اليومَ كُلَّ لَيْلَةٍ بعدَ صَلاةِ العِشَاءِ الأخِيرَةِ، وذَلِكَ أنَّهم كانُوا قبلَ الحَرِيرِيِّ وصَدْرًا من وِلايَتِهِ يأخُذُ عَبِيدُ الخُدَّامِ وبعضُ الفَرَّاشِينَ شُعَلًا مِنْ سَعَفِ فَيَطُوفُون بها، عِوَضَ الفَوَانِيسِ يَجْرُونَ بها كَأَشَدِّ ما يَكُونُ في الجَرْيِ، فإذا وَصَلُوا بابَ النِّسَاءِ خَرَجُوا بها، وخَبَطُوا بِمَا بَقِيَ مَعَهُم فيها، فكانت تُسَوِّدُ المَسْجِدَ وتُسَوِّدُ بَابَهُ أيضًا، وفيها مِنَ البَشَاعَةِ ما لا يَخْفَى، فأَمَرَ بِالفَوَانِيسِ عِوَضًا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute