للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وخمسينَ التي جاورَ منها بالمدينةِ نِصْفَها، قرأ عليه من أول "البيضاوِيِّ" إلى العامِّ والخاصِّ، وقرأ عليه "الشِّفَاءَ"، وسَمِعَ عليه "البخاريَّ" بقراءَةِ الشيخِ عليٍّ الدَّيرُوطِيِّ (١) وغيرِهِ، وأصولَ الدِّين عن ابنِ الهُمامِ في سنة سبعٍ وخمسينَ، بل سَمِعَ عليه في فقهِ الحَنَفِيَّةِ كلُّهم بالمدينة، ولازَمَ بها الشِّهابَ الإبْشِيطِيَّ في الفقهِ والعربيةِ والأصلينِ والفرائضِ والحسابِ وغيرها، وانتفع به كثيرًا، وكان يُجِلُّهُ وأباه كثيرًا، ويخضَعُ لهما إلى الغايةِ، ويحكي الشيخُ عنه كراماتٍ، ومِمَّا قرأَهُ عليه "المَنْسَكُ" لابنِ جماعَةٍ في سنة إحدى وستين، بل مرَّةً ثانيةً عليهِ بمشارَكَةِ أبيه، ولَبِسَ الخِرْقَةَ من الصَّدرِ العُكَّاشِيِّ الرُّواسِيِّ (٢)، وقرأ على المُحِبِّ المَطَرِيِّ "البخاريَّ" مرَّتينِ وبعضَ "الشِّفاءِ"، وسَمِعَ عليه غيرَ ذلك، ولازمَ والِدَهُ من سنةِ خمسٍ وأربعين حتى مات بحيث قرأ عليه الكثيرَ جِدًّا، وسَمِعَ على عَمِّهِ الشَّرَفِ أبي الفَتْحِ "الشِّفاءَ" و"صحيحَ مُسْلمٍ" وأشياءَ وما تيسَّرَ له القراءَةُ عليه، وقرأ على التَّقِيِّ ابنِ فهدٍ بِمَكَّةَ يسيرًا من الكُتُبِ الكِبارِ والأجزاءِ القِصار، ومِن ذلك "الكُتُبُ السِّتَّةُ"، وتكرَّرَ أخذُهُ "للصَّحِيحينِ" عنه غير مرةٍ ما بين سماعٍ وقراءةٍ، "فالبخارِيِّ" أكثرَ من ثلاثينَ مَرَّةً، والآخرَ تسعَ مرارٍ، من مسنَدِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ من "مسنَدِ أحمدَ"، في أيام الثمان من ذي الحجة سنة أربع وستين بزيادة دار النَّدْوَةِ، وصار لِكَثْرَةِ ممارَسَتِهِ للسَّماعِ والقراءَةِ بارِعًا في


(١) علي بن عبد الله، نور الدين البحيري الديروطي المالكي المقرئ، نزيل مكة عالم بالقراءات، توفي سنة ٨٧٢ هـ "الضوء اللامع" ٥/ ٢٤٨.
(٢) محمد بن محمد الصدر بن الشمس الرواسي العكاشي الخراساني، من أهل التصوف، كان بمكة سنة ٨٤٩ هـ "الضوء اللامع" ٩/ ١٥٧، "نظم العقيان" ص ١٦٥.