للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النجمُ ابنُ فهدٍ مشيخةً، وحدَّث بالكثر، وأكثر عنه الحُجَّاجُ ونحوهم، ومِمَّن أخذَ منه التقيُّ ابنُ فهدٍ، وابنُهُ النَّجْمُ، والكمالُ إمامُ الكامليةِ، والشمسُ الزعيفرينيُّ، والزينُ عبد الرؤوفِ بنُ عليٍّ القرشيُّ اليمنيُّ، وأبو عبد الله محمدُ ابن أبي بكر المغربيُّ الماحوزيُّ المصموديُّ (١)، وحسينٌ الفتحيُّ، وابنُ الشيخةِ، قرأ عليه "البخاريَّ" وغيرَهُ بالمدينةِ، وأكثرَ عنه الفتحيُّ، وقرأَ البدرُ البغدادي قاضي الحنابلة "الشفاءَ" في الروضةِ النبويَّةِ بحضرته، وسمعه الفضلاء وغيرهم في آخرينَ من أصحابنا كالشهابِ البيجوريِّ، قرأ عليه "البخاريَّ" حين كان مجاورًا بالمدينة، وكتبَ عنه البقاعيُّ ما كتبه من نظمهِ على الاستدعاءِ وهو قوله:

أَجَزْتُ لَكُمْ ما قَد رَويْتُ إجابَةً … لِرَغْبَتِكُم لَفْظًا على شَرْطِ أَهْلِهِ

لِتَروُوا الَّذِي أَرْوِي سَماعًا وغيرَهُ … وما صَحَّ لي إِذنُ الشُّيُوخ بِحَمْلِهِ

ولا بُدَّ مِن تَصْحِيح لَفْظٍ وضَبْطِهِ … صَوَابًا كما قَدْ أَلْزَمُونَا بِمِثْلِهِ

إلى المَطَرِي أُعْزى سُماءِي محمَّدٌ … أبو حامدٍ أَصْلي نُمِيتُ لِفَضْلِهِ

نُسِبْنا إلى الأَنْصَارِ فَاذْكُرْ شِعَارَهُم … وقَيسُ بنُ سعدٍ قد سَعِدْنا بأَصلِهِ

ووصفَهُ بِالثَّقَةِ الأمينِ، وأجاز لي، وكان إمامًا عالمًا مُدَرِّسًا ناظمًا، نابَ في القضاءِ والخطابةِ والإمامةِ والرياسةِ عن والدِهِ ثُمَّ تلقى الرياسةَ عنه، ولذا كان يَكْتُبُ: مُؤَذِّنُ الحرمِ الشريفِ النبويِّ، وكذا نابَ عن جَدِّهِ لأُمِّه، وأوردتُ في "المعجمِ" و"الوفياتِ" وغيرهما من نظمِهِ، ماتَ في ليلةِ السبتِ رابعَ عشري شعبان سنةَ ستٍّ وخمسينَ بطيبةَ، ودُفِن بالبقيعِ بعدَ


(١) "الضوء اللامع" ٩/ ١٠١.