للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"الإحياءِ"، ووصفتُه في المرَّةِ الأولى: بالشيخِ الفاضلِ، الأوحدِ الكاملِ، الرّائقِ لفظًا وأدبًا، والفائِقٍ أصلًا وحَسَبا، نُخبةِ الأماثلِ، ذي الرُّتبةِ العَلِيَّةِ في أفضلِ القُرُباتِ والوسائلِ، جمالِ المدرِّسين، بهجةِ النَّاظرين، بَرَكَةِ المحصِّلين، ملجأِ الوافدين، البارعِ الفارعِ، الأصيلِ النبيلِ، ذي الفَهمِ الحسنِ، والسَّهمِ الوافرِ عند أهلِ السُّننِ. ووالدَه: بسيِّدنا ومولانا، وأوحَدِنا وأولانا، الشيخيِّ الإماميِّ، الحبريِّ الهُماميِّ، العالميِّ العامليِّ، المحدِّثيِّ المسنديِّ المفيديِّ، بركةِ الطُّلابِ، ونخبةِ أولي السقطِ والانتخابِ، من انعقد الإجماعُ على صلاحه، واعتمد مَن يروم الانتفاعَ تكريرَ غُدُوِّهِ إليه ورواحهِ، بقيَّةِ السَّلَفِ، وعُمدَةِ الخَلَفِ. وجدَّهُ: بسيِّدِنا وشيخِنا، الشيخِ الإمامِ، العلّامةِ الهُمامِ، مفتي المسلمين، صدرِ المدرسين، قُدوَهِ أهلِ ناحيته وقطرهِ، وبقيَّةِ الكرامِ المُعتمدين في شأنه ومصرِه. وجَدَّ أبيه: بشيخِ شيوخِنا الإمامِ، شيخِ الإسلامِ، فريدِ عصرِه بالاتِّفاقِ، في سائرِ الآفاقِ، وقلتُ: نَسَبٌ. البيتَ (١)، والبيتانِ: إذا طابَ أصلُ المرء طابت فروعُه (٢). ثم قلتُ: رزقهُ اللهُ بَرَكَةَ ما تَعِبَ في تحصيلِه، ووهبه نشرَ ما كُلِّفَ بتأصيلِه، وصيَّرَه كأسلافِه إمامًا يُقتدى به، وعلمًا يُهتدى بالاتِّصالِ بِسببه، بحيثُ يكونُ المرجوعُ في قطرِه الشَّريفِ إليه، والمعوَّلُ بِحُسنِ نَظَرِه


(١) تكملة البيت: نسبٌ كأنَّ عليهِ من شمس الضُّحى نُورًا ومن فَلَقِ الصَّباح عَمُودَا
وهو لأبي تمام "الأغاني" ١٦/ ٤١٦.
(٢) البيتان هما: إذا طاب أصل المرء طابت فروعه ومن غلط جاءت يد الشوك بالورد
وقد يخبث الفرع الذي طاب أصله ليظهر صنع الله في العكس والطرد
وهما لقطب الدين القسطلاني المتوفى سنة ٦٨٦ هـ "طبقات الشافعية الكبرى" ٨/ ٤٥.