للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلتُ: وهذا الرجلُ حَنَفِيٌّ من كبارِ محقِّقي الصّوفيَّةِ، ذو (١) أحوالٍ وكشفٍ ونَظَرٍ وتحقيقٍ، ممَّن أخذ عن الخواجا بهاءِ الدِّين النَّخشوانِيِّ "البخاريَّ"، ولقيَهُ شيخُنا الأمينيُّ الأقصرائيُّ بمكَّةَ كأنّه في أوَّلِ حَجَّاتِه التي كانت سنةَ خمسَ عشرَةَ، وسمعَ عليه في "صحيحِ مسلمٍ" وعَظَّمَهُ.

وهو صاحبُ "فصلِ الخطابِ لوصلِ الأحبابِ" (٢) الذي شرح فيه العقائِدَ المأثورَةَ عن الجامِعين بين علومِ الشَّريعَةِ والطريقَةِ، وهو في مجلَّدٍ حافلٍ نفيسٍ في معناهُ، أفادنيه مولانا السَّيِّدُ السمهوديُّ وحقَّق كونَه له، واقتصرَ في أوَّلِهِ على اسمِه واسمِ أبيه وجَدِّهِ وقال: الحافِظِيُّ البخارِيُّ، وقبرُه بالبقيعِ يُزارُ، وكان وصولُه إليها في هذه المَرَّةِ صحبَةَ الرَّكبِ الشاميِّ ذهابًا وإيابًا، وأشار حين رُجوعِه لما يدُلُّ على موتِه، فلم يلبَث أن مات.

وممّن أخذ عنه من الكبارِ المذكورِين بالولايةِ عُبيدُ الله بنُ محمودٍ التركستانيُّ الشاشيُّ (٣) المتوفّى سنةَ خمسٍ وتسعين، والشمسُ مُحَمَّدُ بنُ محمَّدٍ البخاريُّ (٤) إمامُ الحنفيَّةِ بمكةَ حسبما أملاه عليَّ من شُيوخِهِ، فقال: إنه اشتغلَ على محمَّدٍ الزاهديِّ البخاريِّ المدفونِ بطيبةَ، وأما مَن أخذ عنه صاحبُ الترجمةِ فمنهم كما قاله في أثناءِ كتابِه "فصلِ الخطابِ" أنَّ شيخَه بقيَّةَ السَّلَفِ الصالحين حافظ الحقِّ والدينِ الظّاهِرِيُّ الخالِدِيُّ


(١) في الأصل: "ذا". وهو لحنٌ.
(٢) مخطوط، منه نسخة بمكتبة آزاد - عليكر بالهند برقم ١/ ٤٦٦ تصوف "فهرس المكتبة" ١٨٢٣.
(٣) لم أجده.
(٤) تقدمت ترجمته ص ٩٩، حاشية رقم (٤).