للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومات وهو ابنُ ثلاثٍ وستِّين سنةً، وفيها أرَّخَهُ الواقِدِيُّ (١)، وقيل: قُتِلَ معَ ابنِ الزُّبَيرِ سنة ثلاثٍ وسبعينَ والأوَّلُ أصَحُّ، ووقع في "صحيحِ مسلمٍ" (٢) من حديثِه في قِصَّةِ خِطبَةِ عليٍّ لابنةِ أبي جهلٍ، قال المِسوَرُ: سمعتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وأنا مُحتَلِمٌ يخطُبُ الناسَ، وهو مُشكِلٌ؛ لاتِّفاقِهم على أن مولِدَهُ بعد الهجرةِ، وقصة الخِطبَةِ كانت بعد مولِدِه بنحوٍ من سِتِّ سنينَ أو سبعٍ فكيف يُسمَّي مَن يكونُ بهذا السِّنِّ محتلمًا؟ فيُحتَمَلُ أنه أراد الاحتلامَ (٣) اللغويَّ وهو العقلُ، قاله شيخُنا (٤)، قالَ: ومِن الشُّذوذِ ما حُكِيَ في "رجالِ الموطَّأَ" لابنِ الحذَّاءِ (٥) أنه قيلَ: إن المسورَ عاشَ مِئَةً وخمسَ عشرةَ سنةً، ولعلَّ قائِلَهُ انتقلَ وَهلَةً من مخرمةَ والدِ المسورِ إلى المسورِ بنِ مخرمةَ لأنّ مخرمةَ قيل فيه: إنه عُمِّرَ طويلًا، انتهى. بل مضى فيه (٤١٠٢) أنه عاش هذا القَدرَ بِخُصوصِهِ.

ومن مناقبِ المِسوَرِ: ما رواه أبو عامرٍ العَقَدِيُّ، عن عبد الله بنِ جعفرٍ عن أُمِّ بكرٍ أن أباها المسوَرَ احتكرَ طعامًا فرأى سحابًا من سحابِ الخريفِ فكَرِهَهُ، فلما أصبحَ جاء إلى السُّوقِ فقال: مَن جاءني وَلّيتُهُ، فبلغ ذلك عمَرَ فأتاه بالسُّوقِ فقال له: أجننتَ يا مسور؟ قال: لا والله، ولكنِّي رأيتُ سحابًا من سحابِ الخريفِ فكرهته، فكرهتُ -يعني لكونه كره السحاب- أن أربحَ فيه وَأردتُ أن لا أربحَ فيه، فقال له عمرُ: جزاكَ الله خيرًا (٦).


(١) "الطبقات الكبرى" ٥/ ١٥٩.
(٢) كتاب المناقب، باب فضائل فاطمة بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- برقم (٦٤٦٢).
(٣) في الأصل: "الاحتمال"، والمثبت هو الصواب.
(٤) "تهذيب التهذيب" ٨/ ١٧٧.
(٥) "التعريف بمن ذكر في الموطأ" ٢/ ٢٤٧.
(٦) "تاريخ دمشق" ٥٨/ ١٦٦.