للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولَّاه عمرُ الشَّامَ بعدَ أخيه يزيدَ، فأقرَّه عثمانُ مدَّةَ ولايته، ثمَّ وُلِّيَ الخلافةَ.

قالَ ابنُ إسحاقَ: كان أميرًا عشرين سنةً، وخليفةً كذلك، وقالَ اللَّيثُ: كانت خلافتُه تسعَ عشرةَ سنةً ونصفًا، وعن غيرِه: أنَّها كانت تسعَ عشرةَ وثلاثةَ أشهرٍ، واثنتين وعشرين ليلةً، وفي كلِّها تجوُّزٌ، لأنَّه لم يعمل في الخلافة عشرين، إنْ كانَ أوَّلها قتلُ عليٍّ، وإنْ كانَ أوَّلها تسليمُ الحسنِ بنِ عليٍّ له، فهي تسعَ عشرةَ سنةً إلا يسيرًا.

قالَ أبو نُعيمٍ (١): كانَ من الكَتَبة (٢) الحسبةِ، الفصحاء، حليمًا وَقورًا، وقالَ خالدُ بنُ مَعدانَ: كانَ طويلًا، أبيضَ، أجلحَ (٣)، وصحبَ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، وكتب له، وولَّاه عمرُ الشَّامَ بعدَ أخيه يزيدَ بنِ أبي سفيان، وأقرَّه عثمانُ، واستمرَّ، فلم يبايعْ عليًّا، ثمَّ حاربَه، واستقلَّ بالشَّامِ، ثمَّ أضافَ إليها مصر، ثمَّ تسمَّى بالخلافةِ بعدَ الحكَمين، ثمَّ استقلَّ لمَّا صالح الحسنَ، واجتمعَ عليه النَّاسُ، فسمِّي ذلك العامُ عامَ الجماعةِ، ولمَّا قدمَ المدينةَ أرسلَ إلى عائشةَ: أنْ أرسلي إليَّ بأَنْبِجانية (٤) رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وشعرِه، فأرسلت إليه بذلك، فأخذ الأنبجانيةَ فلبِسها، وغسلَ الشَّعرَ بماءٍ، فشربَ منه، وأفاضَ على جِلدِه.


(١) "معرفة الصحابة" ٥/ ٢٤٩٦.
(٢) في الأصل: "الكتب الحسنة". والتصويب من "معرفة الصحابة"، وفيه أيضا: الفصحة.
(٣) في الأصل: أخلج، والمثبت من "معرفة الصحابة"، والأجلح: منحسر الشعر عن جانبي الجبهة. "لسان العرب": جلح.
(٤) الأنبجانية: كساءٌ يُتخذ من الصوف، وله خمْلٌ، ولا عَلَم له. "النهاية في غريب الحديث" ١/ ٧٣.